أيها الزائر قبري .... أتل ماخط امامك

Friday, September 09, 2005

يبقى انت أكيد... في قلب الكنيف

  • نعم ياسيدي ...نحن الجيل الذي ولد وكبر وتربى ليجد نفسه في قعر الكنيف اياه وسط مخلفات السابقين المقدسة..... زمن الفن الجميل , جدودنا الصالحين الطيبين , ايام الماضي المجيد , الضمير الصاحي واللقمة النظيفة والاخلاق العالية والشهامة والجدعنة والناس اللي بتعرف ربنا....وكل الاشياء الجميلة التي نسبت لزمان وأيام زمان...لأنه منذ الأبد والناس في اللحظة الحاضرة... أي لحظة حاضرة ... ولاد كلب سفلة و خونة , عصاة وزناة وحرامية ولاد افاعي ونحن في قلب المزبلة ... واتفو عليك يازمن ... الى اّخر هذه الدورة المملة التي تقدس ماوراء ماضيها وتنزهه عن أي لون من الانحراف والخلل... وبناءا عليه أصبح الحاضر محصورا في الزمن الرديء , الاخلاق الواطية , البنات السفلة , والجيل البايظ مع أنك لو زنقت أي كلب من المسبحين بحمد الماضي وسألته عن سبب أزمتنا في أي وقت وكل وقت لقال لك بثقة العارفين : "الفساد طبعا يابيه...".........وقد نسي هذا البقف بروح أهله أن الفساد عملية مزمنة وتراكمية وترسبات ورثناها عن أجدادنا الذين ورثوها عن أجدادهم الذين ينتمون جميعا(شوف ازاي) الى مملكة الصالحين المقدسين...فما نراه اليوم ظاهرة جديدة وطفرة ماهو الا التطور الطبيعي للحاجة الساقعة نتيجة سنوات من الطرمخة والكاموفلاج على كل أشكال الممارسات الوسخة , ونتيجة احتراف الفاسد وتمكنه من أدوات منصبه فأصبحت السرقة تحت مظلة المناصب مثلا (وهي من أهم علامات الفساد) و التي كانت البارحة عملا صعبا ينطوي على الكثير من المجازفة والقلب الجامد واسترها معايا يارب الى حاجة سهلة مثل شكة الدبوس المهم أن تجد القواد المناسب في الوقت المناسب ليخفي الوساخة من ذاكرة الامة , و(يعرض) قفاه للمسئول المحترف بعد أن عبر بسلام من كي جي تو للدعارة الثانوية المشتركة وكسر الصنم الذي كان يخشاه واكتشف انه لارقيب على المال السايب فقد مات سليمان على عصاه وظل (يشتغلنا) بوقفته ع الفاضي طوال العقود السابقة
    رحلة الى مركز الكنيف

والكنيف لمن لا يعلم هو جزء من الاجزاء الثلاثة الاساسية في تكوين الكبانيه عدم المؤاخذة وهو يلتحم مع الشطاف وصنوق الطرد ويعمل الثلاثة معا في تناسق مدهش لتخليص البشرية من فضلاتها لكنها تستقبر قبلا .. ولفترة في العين المسماة بالكنيف اما عن موقعنا من هذا الجهاز العظيم , وعن علاقتنا بهذا الموضوع من الاساس فنحن - الجيل الحاضر _ المستقر على الدوام في القعر والقابع وسط خيرات الاجيال السابقة المصابة على الدوام بالاسهال والدوسنتاريا والذي اكتشف أن عليه السباحة باستمرار وسط تلك الاكوام وتحمل الرائحة لأن أحدا لم يكلف نفسه عناء تشغيل صندوق الطرد وانما اكتفى الجميع باحكام غلق القاعدة والله هو الستار.. تعال نلق نظرة على بعض المتشدقين بالماضي العريق والذين لايكفون عن استخدام الكبانيه بانتظام وصب اللعنات على رؤوس سكان الكنيف الذين قبعوا فيه دون ارادة منهم بل وضعنا الأسلاف ليجدوا في وضاعتنا مجد ماضيهم وعراقة أيامهم والدليل الحي على أن زمان كان من أحسن الأزمان, والله يرحم والدينا.....واحد من السادة الاقدمين المترددين على الكبانيه بانتظام يخرج على الناس في الاذاعة والتلفزيون والانترنت ان شئت , ويعلن على الملأ أن مشكلة (شباب هذه الأيام) هي المادة والفلوس وغياب الروحانيات والوازع الديني ويسوق بعض الأدلة العبيطة جدا على الأخ الذي يقتل أخاه من أجل عشرة جنيه(وهو المبلغ الثابت دوما في كل الحوادث والأخبار والاستشهادات)والابن الذي يحجر على أبيه أو يلقي به في دار المسنين والبنت التي تطرد أمها الغلبانة الى الشارع لأن الارض ضاقت عليها بعدما رحبت والكثير من الحوادث المشابهة والتي تحكى بسذاجة وسطحية دون تعمق في الأسباب والدوافع لتدلل على أن هذا الجيل ابن وسخة فعلا ومصيره جهنم وبئس المصير وأن الانسان اذا أجرم علقت له المشانق والخوازيق دون بحث في تفاصيل الأمور وهي وجهة نظر تصلح لجلاد يبحث عن عدالة لالمصلح يبغي الصواب......... واحد اّخر من ذوي الهيبة يخرج ليختزل مشكلة الجيل في الجنس ...فالشباب( ياكبدي) غير قادرين على الزواج والاغراءات مستمرة ليلا ونهارا والحرام أسهل مع ان أحسن من الشرف مافيش لذا ينقسم المجتمع في نظره الى قوادين وعاهرات وزبائن من أصحاب المتعة وقلة من غلاة التدين يتصور البيه أن تدينهم راجع الى عدم مقدرتهم على ثمن الحرام.. وهكذا يتحول الكنيف الى بيت دعارة عملاق والظاهر أنه يدعو أولي الأمر لتوفير( مصلحة )لكل مواطن حتى يهنأ بال الشباب وتستمر عجلة الانتاج وتتقدم مسيرة القافلة رغم أنف الحاقدين ولاد الكلب.......ومايغيظ فعلا أن كثيرا من أمثال هذا الديناصور عاش شبابه في الهلس والهجص والذي منه ثم عاد الى جادة الصواب (ربما لأسباب صحية) وأعلن فلسفته من خلال خبراته ومنظوره الضيق وأضاف فضلاته الى قلب الكنيف العظيم .........واحد اخر من اخوانا اياهم يصرخ في الجمع الغافل (كالعادة) ويهيب بهم أن فروا الى الله وعودوا الى الصواب وستتحسن الدنيا وتنفرج الأزمة وهو طبعا كلام لاغبار عليه لكن طريق الصلاح عنده يجنح الى اعتزال الدنيا وكل من عليها فان وهي دعاوي لها مايبررها وهي أن غالبية هؤلاءهم ممن مر بمرحلة فساد وانحراف سابقة ثم جاءته صدمة الدنيا فظنها الهداية التي يتحدث عنها الجميع رغم كونها عقدة نفسية من الحياة فمارس من الطقوس ماظنها تقربا الى الله وهي في الحقيقة كراهية للحياة ومقت للناس الظالمين الذين طالما اّلموه واذوه فتكون لديه مركب نقص جعله يسعى الى النيولوك الديني الذي يميزه عن الضالين المخفيين وبدأ يعظ في الناس بعلم ناقص وقلب فارغ الا من الكراهية وهو قلب أبعد مايكون عن الهداية رغم طقوسه التي لاتشوبها شائبة لكن الله أعلم بما في الصدور......فضلات أخرى تستقر في الكنيف مختلفة في الحجم والقوام ..واحد اخر لأجل الحظ الدكر يعمل بالاخراج(خش ع الكنيف خش) ويعلن انه سيصنع فيلما كوميديا عن مشاكل الشباب(الموضة كدة) ويدخل الشباب المحب للسينما وللترفيه عموما ليجد ان المخرج الشهير قد صنع فيلما كوميديا ..طب فين مشاكل الشباب ياروح أمك ... ؟ والعمل المنعوت بأنه كوميدي ليس الا عمل سطحي النظرة من خيط واحد مهتريء على كام افيه كل الشباب على القهاوي تبتكرها يوميا والمزة اياها تموت في البطل من خفة دمه وشقاوته وسذاجته وطيبته وجديته وشجاعته ايضا(أدهم صبري بس على شبابي) ويكافحان معا كفاحا مريرا ضد العزول وتتوج قصة الحب بالزواج رغم ان مافيش لاشقة ولاشغل ولاعيلة تقبل الاخرى ولاحتى صحة في الشاب اللي انطحن ضرب طول الفيلم...المهم انه في عرف السينيمائين ( فاز بالمزة الجسور ) يتجوزوا ازاي ويناموا فين ويعيشوا امتى بقة...طب وانا مال أمي ؟.......ويخرج الناقد برضه ليجلس مع المخرج على نفس الكبانيه ويشتم في الشباب وأعمالهم الشبابية ويصفها بالهبابية (دمه شربات المضروب) ويعلن ان الازمة في الورق... فعلا الورق غالي اليومين دول....كما أن الأزمة في الممثلين المتعجلين للشهرة فلا أحد يدقق في الورق (بيقولها تاني برضه) ثم ان المنتج كرشه واسع (الحمد لله واحد مش شاب قاعد معانا في نفس الكنيف) ولايهم جودة العمل مادمت الاشية معدن والايرادات تمام........ يبدو ان المشكلة الحقيقية هي انه لايوجد كنيف عادي يستوعب كل هؤلاء السادة المزنوقين ولايوجد انسان يحتمل كل هذا القرف دون ايجاد حلول وتشغيل صندوق الطرد طبعا لا أحد منا استطاع تشغيل الصندوق لأن الرائحة الفظيعة لها تأثير مرخي للأعصاب ومهديء للمشاعر المشتعلة فاصبحنا مواطنين كنيفيين من الدرجة الأولى واللي عايز يسهل يسهل .. بس يسمي الأول وهو داخل ويكح ياريت

الكنيف RELOADED

.ولأن الانسان يتميز بعيبين خطيرين (النسيان , وجلد الاخرين بنفس الكرباج الذي علم على جتته) فهو دوما يكرر دورة الكنيف المباركة كل جيل , ويصبح طبيعيا أن يأتي الزمن الذي نجلس فيه جميعا على قهوة المعاشات لنمارس رياضة اللعن في الجيل الحالي (الجيل المستقبلي بالنسبة للاّن ) وطبعا سنترحم على زمن فننا الجميل أيام روبي وهيفاء ونجلا وكل تلك النخبة المحترمة التي اعتزلت الفن بعد أن أدت رسالتها بما يرضي الله مما ترك الساحة خالية لمدعي النجومية من الشباب (لسة جايين في السكة) أمثال جيجي الابيحة , و ولاء الصدر الاعظم , و كوكي ع السحو(بالمناسبة كوكي دي حفيدة روبي ) وطبعا تتغير كلمات الاغاني لتلائم متطلبات الشباب السفلة......اما في مصالحنا الحكومية فيصبح طبيعيا ان يرفض الموظف أخذ الرشوة من سعادتك لأنك ماجيبتش معاهادمغة وماختمتش الرشوة من مدير المصلحة يازبون....ولابأس من وجود منصب مثل أمين عام التلاعب , ووكيل تدليس أول وتاني, وريسبشن خاص لاستقبال الوساطات من الحبايب وحبايب الحبايب طبعا بعد التاشير عليها من المجلس الأعلى للكوسة لأن دي قوانين واحنا مابنلعبش..........حتى في الأوتيلات اللي على قد حالها ستجد أنك قد دفعت في غرفة بعينها مبلغا زائدا لأن سعادتك خدت الأودة بحريمها ودول طبعا اجرتهم بالساعة خصوصا لو كنا في الموسم الصيفي فالشغل على ودنه ودي ممكن تقعد مع حضرتك في الاودة المعفنة وتسيب كشف منزلي بالشيء الفلاني ..احسبها انت ياذوق...وخلي بالك ان معاها ترخيص بمزاولة المهنة وواخدة تطعيم الايدز (اكيد التطعيم هايكون زمانه نزل ) عشان كدة انت في السليم ......ولاتنس أن سي ديهات الافلام الثقافية ستكون متاحة ولجميع الأعمار فسي ديهات العيل ذو الخمس سنوات مختلفة عن الشحط أبو شنب مختلفة عن سي ديهات المتزوجين التعساء وربما يتم يتم انشاء وزارة جديدة للجنس تسمى وزارة الجنس والمواصلات . مواصلات طبعا عشان نضمن وصول الجنس لمستحقيه في المناطق العشوائية ويصبح شعارها (الجنس سيد الأخلاق)... كل هذا الكلام سنضعه _كما فعل أسلافنا_ في قلب الكنيف ونحشر ابناءنا في قلب الوساخة ونلعنهم ليل نهار ونتصعب ونمصمص شفاهنا متعجبين من هذا الزمن وكيف كنا وماأعظمنا ,و من أين جاء هؤلاء الأوساخ بتلك السفالة....أصلهم بعاد عن ربنا ياحاج ..مااحنا كنا شباب بس ماعملناش زيهم ...دي عالم وسخة ياحاج... الزمن الجاي هايبقى صعب أوي....طب خش موت جوة ياحاج ...

طبعا سيكون شيئا مملا أن نعيد نفس الاتهامات للجيل الذي سيلينا ونجلدهم كما قام أسلافنا بجلدنا .. لكن العيبين الخطيرين البشريين السابق ذكرهما سيغفران الملل وسيبرران الأشلاء المتناثرة على مذبح الأخلاق , فماأجملنا لأننا أصبحنا شيوخا أجلاء..وماأعظم جدودنا لأنهم أنجبونا عظماء.. وملعون أبو أحفادنا السفلة الأشرار ...وكل كنيف وانت طيب ...

الكنيف الذي طلبته ربما يكون مغلقا

ومادام الأمر دوريا ومستمرا...ومادامت عملية تعبئة الكنيف تتم بانتظام دون استخدام صندوق الطرد...فنحن بانتظار اللحظة التي نعلن فيها فشل ميكانيزم الكنيف في التعامل مع متطلبات واقع كل جيل ماضي ,عندها تتهاوى الحواجز بين مستخدمي الكنيف وساكنيه ..ولايصبح هناك الجيل العظيم والجيل الوسخ ...وتختفي لفظة صراع الأجيال العقيمة , فقد أصبحنا جميعا في الهوا سوا ... نحن وأولادنا واللي خلفونا...ويصبح الانحراف من طبائع الأشياء لأن "هذا ماوجدنا عليه اّباءنا" ..ونجد أننا جميعا أصبحنا نسبح في كنيف عملاق من صنع أيدينا على مر الأجيال ....وسندخل الى هذه المرحلة بهدوء ودون شوشرة ودون أن نتذكر (هوة ايه حصل امتى؟) ...مادمنا نؤمن ان مافيش حاجة حصلت..اننا فقط نتطور..وماكنا نلعنه البارحة , سنقبله اليوم على مضض.. ونتحمس له غدا .. وندعو اليه بعده ...ومادامت صلتنا بالماضي معدومة (انظر للكفار في الأفلام الدينية لتجدهم أقرب للأشرار في أفلام الكرتون وستعرف عن أي ماضي يتحدثون ..ولاتنس المتظاهريين الوطنيين ضد المحتل الذين فقدوا ملامحهم البشرية على الشاشة وتحولوا الى زومبي مجمدين يرددون هتافات موحدة نقلت نصا من تاريخ الجبرتي أو من فيلم الناظر..أيهما أوقع..وابقى سلملي ع الماضي) ..ومادامت العقلية المتأملة في سبيلها للاضمحلال من تبعات عصر السرعة , فسنجد اننا انتقلنا بسلام لمرحلة الكنيف الشامل دون ابداء الملحوظات ودون قلاقل من أي نوع.. وسيتبوأ الكل موقعه في الكنيف ....لحظتها ياسيدي ...عندما تجد السياسة تتحول الى دعارة مقننة , وفساد المسئول يصبح نكتة بايخة , وعندما تجد الدين قد اختزل في المنبر وقوموا صلوا ياولاد الكلب , والعلم ينحصر في الرسالة التي تناقشها بتوتر مرتديا الزعبوط الأسود وملابس الغربان ساعيا للقب الدكتور , وعندما تفقد كلمات مثل الفساد والوساطة والمحسوبية والتدليس والتحسيس واللي بالي بالك تفقد بريقها المعهود وتنتقل الى صفحة الكلمات المتقاطعة , وعندما تقتصر معاني السعادة والرضا عن النفس الى عقلك في راسك وقرشك في جيبك ومطوتك معاك , وعندما يصبح همك الأوحد انك تطنش تعش تنتعش وتعلف الحلوفين وتربيهم من سكات , وعندما يصبح روتينك اليومي مقتصرا على ثلاثية الشغل - القهوة - السرير وغدا يوم اّخر , عندما تجد كل ذلك ويصبح هو (العادي) ..يبقى انت أكيد .. أكيد أكيد ..... في قلب الكنيف

;