أيها الزائر قبري .... أتل ماخط امامك

Wednesday, September 05, 2007

فقاعة النت الأخيرة ..... وبيضة ميلودي

في انتظار انتهاء الداونلود

لاأعلم تحديدا ... ماذا سيحدث لخدمة الانترنت اعتبارا من سبتمبر الاسود


لازالت الأمور امامي غير واضحة عن مستقبل التصفح والتدوين والتحميل في تلك البلاد التعيسة ... كثيرون يخبرونك عن السعة المحدودة التي سيبتلى بها المستخدمون .... ماذا سيحدث عندما تستهلك حصتك الشهرية من حنفية الانترنت (ال2 جيجا المباركة) .... هل نتوقع ظهور عبارة باللون الاحمر تردد بشماتة ... عفوا .. لقد نفذ رصيدكم ؟

حتما سيخيب امل كل هواة التحميل من على الانترنت ... مساحات لامحدودة كانوا ينعمون بها مليئة بخيرات الكتب وملفات الموسيقى والبرامج و الالعاب والافلام المجانية .. البريئة منها , وغير البريئة

عندما تعيد تأمل الامور ... تكتشف ان الحكومة النظيفة المباركة قد ساهمت (ربما من حيث لاتعلم ) في ترسيخ ذاك الهاجس القديم لدينا والمعروف ب(هاجس اخر الشهر) .... ذاك الالم الغامض الذي يمزق كبدك كلما اقترب موعد سداد الفواتير والايجار , الكهرباء ... الغاز ... المياه ...فاتورة التليفون ... كروت الشحن ... وصلة الدش .. وصلة السايبر ... الزبالة ... دروس العيال ... التموين الشهري ... صيانة اجهزتك المنزلية التي تتلف بانتظام ... ياللهول !!! ... كل ذلك ازاء موارد متناقصة تدريجيا باسلوب الساعة الرملية الشهير ... وتنتظر في صبر اول الشهر حتى يدركك الغوث ... الان صارت ساعات الانترنت المتبقة امامك عنصرا هاما يضاف الى مكونات الساعة الرملية ... وصارت بالتالي سكينا زائدة تغرس في قلبك كلما لاح في الافق .. بريق اخر الشهر المرعب

ياترى كم تبقى لي من رصيد الانترنت؟

نفس الهاجس , حرك اصبعي اليوم لكتابة بوست اخر بمناسبة سبتمبر الاسود ... الحق اني بحثت في صفحات الانترنت (ايام ماكان عندنا انترنت) ... على صورة او كاريكاتير غربي غير متداول يعبر عن موقف شبيه بحكاية ( النت ابو 2 جيجا واذا كان عاجبك) .. الصور تتحدث عن بطء الخدمة احيانا ... هوس الشراء على الانترنت ... فقد السيطرة على صغار منفتحين على شبكة معرفية غير محدودة ... المواعدة عبر الانترنت ... اضرار الجلوس الطويل امام الويب ... الخ ... لكن صورة واحدة (اثناء بحثي) .. لم اجدها لتعبر عن ذلك المأزق محدود الكمية ... هنيئا لمصر اذا هذا السبق المتميز

كلام كثير موزع كالشائعات تسمعه عن خطة الحكومة الجهنمية للتحديد من نشاط التدوين ... كان التدوين منذ اكثر من عامين مصطلحا غير ذي بال ... يكاد يقتصر على مجموعة محدودة من مستخدمي الانترنت ... المجموعة التي لم يعبأ بها النظام انذاك لأنها كانت اقل جندا واضعف نفيرا ... اليوم صار التدوين اقرب للموضة المستشرية ... .. مدونات سياسية , اجتماعية , دينية , ادبية ... وشخصية .. مساحة الوعي تتزايد .. الكل يدون الان ... العيال كبرت يارمضان ... صار نفير التدوين اعلى من ذي قبل .... ربما لهذا يكون امرا طبيعيا في بلادنا ان يصيح انصار حزب الكبت والتلطيش من مالكي السلطة اعتراضا على تلك الحنفية اللامحدودة ..... اقفل الحنفية ياجابر
هل الحل البديل هو ابتداع حركة انترنتية غامضة وخطيرة ولها اسم متمرد على غرار (نت بلا حدود).. أو (سايبريون للأبد)..أو اي ماقد يخطر ببالك ... ويصبح شغلهم الشاغل هو التحايل على المساحات المحدودة والتلاعب بالنظام ؟ .... فلنصنع ثقبا ضخما في كرش الانترنت , ولنشفط منه كيفما نشاء
انتبه .... يتبقى لديك واحد جيجا بايت وثمانمائة وعشرون ميجا بايت وبعض الفكة
هههع .... اساطير الأولين
انطلق كالمجانين لأحمل فيلما ما ببرامج التورنت .... اشرب اشرب .. ولا يهمك ... النت لايزال في جيبي
قرارات غبية كثيرة وتصريحات اكثر غباءا تطاردنا يوميا من السادة الغير مسئولين ... النت محدود , ورمضان القادم مع المدارس ... لا لتأجيل الدراسة ... تأجيل رمضان اكثر منطقية ... تلك هي الحقائق الجديدة ... صار الويل ويلات ... وصارت النفقات مضاعفة هذا العام ... من استطاع الصمود , فليكمل بالجولة الثانية ... واما من ابى وانتحر ... فالبقاء للأقوى ... هذا هو منطق الغابة المصرية الجديد ... ايها المغفلون , اننا نساهم في تقوية مناعتكم ... قانون الانتخاب الطبيعي سيخلق اجيالا اقوى ... واكثر برودا وتناحة ... المجد للحلاليف
ياأرعن ياأهوج ... يتبقى لديك جيجا وخمسة عشر ميجا بايت .. انت حر
يبارك الله في القليل .... بعض الكيلوبايتات مثلا تسمح بتصفح كل الجرائد القومية والمعارضة والصفراء والخضراء والسوداء
نميمة عظيمة تنتشر وتتعاظم تتعلق بصحة الريس ... متقال يعني .... هاهو يشد حيله ايها الحاقدون ويفتتح المصانع ويقابل الوفود ويمارس دوره الابدي في عملية السلام الدودية ... ويل للمعارضين .... تلاحظ شريط الاخبار الاحمر وهو يكرر اسم الريس ... متقال يعني ... وهو يقابل فلان وعلان وترتان من جميع انحاء المخروبة ... وفود ومبعوثون ورؤساء وزارات ... ولازال واقفا شامخا بصحته وهندامه وبذلته الوحيدة التي يخصصها للخروج والمقابلات والتصوير ..... الاعلام يركز على معلومة واحدة من كل هذه العناوين البيضاء على الشريط الأحمر اللانهائي .... الشائعات مجرد اونطة ... كذب المعارضون ولو صدقوا
ياعبيييييييط .... يتبقى لك سبعمائة وخمسون ميجابايت ... شد الحزام قليلا
تذكرون اعلان ميلودي افلام ....وذلك السمج الذي يستمر في اطلاق النكات المستفزة ويضحك ضحكات اكثر استفزازا .... ضحكات لاتقل سخافة عن كل التصريحات الغبية والهراء الاعلامي المستمر ... بيقولك مرة واحد حدد النت , طلع ضيق عليه .. (ضحك هستيري) ... بيقولك مرة تلات طماطمايات بيعدوا قدام موكب الريس ... واحدة قالت للتانية حاسبي الرييييي ... طك ... التانية قالتلها الريس ميييي؟ ... طك ... التالتة قالت الريس ... متقال يععععع ... طك (ضحك هستري وترجيع) .. وهنا يظهر فتى ميلودي المربرب المتوحش ذو الشعر المنكوش .. وبالطبع لاتعجبه النكت ... فيضع نظارة المعارك امام عينيه ليرى الأمور على حقيقتها ... انها فقط بيضة عملاقة تتلو كل تلك النكات والتصريحات , وتردد كل هذا الهراء
يابن ال(...) ... يتبقى لك اربعة عشر ميجابايت .. وتدخل السجن
طمعا مني في استغلال اخر فقاعة انترنت في ذلك الشهر الفضيل (سبتمبر يعني) ... نشرت هذا البوست مبكرا على غير العادة ... احساس غامض بأن بحبوحة النت السابقة قد ذهبت ودخلنا عصر الظلام ... اخر فقاعة لأخر نفس شهري في صدر الرصيد المتناقص ... رصيد الانترنت , رصيد السعادة , رصيد الاحلام , (رصيد) نمرة خمسة , رصيد الصبر لأناس صامتون مغيبون , رصيد الكرامة المهدرة يوميا في الشوارع والاقسام والمستشفيات ومختلف المصالح الحكومية , رصيد المسئولية التي يحلو لنا دوما الفرار منها والقائها على اقرب رصيف .... من اي تأتي الشرارة الملهمة التي تغير مسار الاحداث ؟ ... ماذا يتبقى لنا عندما نستمر يوميا في ممارسة فن الاستربتيز الخاضع المتنازل تدريجيا ؟ متى تأتي لحظة الاشراق السينيمائية المنتظرة ؟ .. هل نحتاج الى بطل عظيم ملهم ؟ .. ام اننا لن نتخلى ابدا عن انتظار المعجزة و تكنيك (الاله من الالة) ؟ ... اقرأ التفاصيل المثيرة وقاتل مع نور وفريقه من اجل ال......... 0
.................................
عفوا ..... لقد نفذ رصيدكم لهذا الشهر
;