أيها الزائر قبري .... أتل ماخط امامك

Tuesday, August 16, 2011

الثورة : اعادة التحميل

بعد مايقرب من ثلاث سنوات .. قرر صاحب المدونة أن يعود الى الحياة

____________________________

هناك ضوضاء ... الكثير من الضوضاء

أعلام ..أعلام.. في كل مكان

مع .. ضد ... مع .. ضد.... مع ....ضد (حتى آخر ورقة في الوردة)

هتافات .. محاكمات ... بلطجية ... أغاني وطنية ... (لازالت الرؤية غير واضحة لأن المخرج يتعمد تشويش الصورة) .. مقالات نارية ... رئيس مخلوع ... ووزراء سابقين ... كانيولات ...و محامين

(FADE OUT الى شاشة سوداء)

هناك 500 نكتة يتم تأليفها يوميا ... وألف جروب على الفيس بوك واكثر نشاط صار الجميع يمارسونه ينحصر الآن في الضغط على زرين

SHARE …… LIKE

كومنتات .. كومنتات ... المجد للشهداء وليسقط العربجية

الوقت لايكفيك كي تتصفح كل الجرائد وصفحات الويب والبرامج التلفزيونية

تنزل مثلي الى عملك .... لتشاهد بنصف وعي ... الشوارع والناس بعد الثورة

تفادى معي تل القمامة الكبير الذي صار يزين الشارع ... هناك خناقة ممتازة بالجوار لكني لاأنصحك بالاقتراب لأن هناك دوي رصاصات ... لقد صار هذا طبيعيا ... فالكل يحملون المسدسات ... ألا تحمل واحدا في التابلوه؟!! .... أو حتى مطواة في حزامك أو موسا في سقف حلقك ؟!! يالك من احمق .... لقد صرت صيدا سهلا بلا مخالب ... مرحبا بك في الغابة

حاذر .... لقد أنقذتك للتو من هذا المتهور المجنون الذي يقود عكس الاتجاه .... هل التقطت أرقام سيارته؟!! ... أجل ... انها مغطاة ببادج عظيم كتب عليه (ي ن ا ي ر \ 25 )

الجميع الآن يصرخون وقد انتفخ ذلك الوريد المحترم في أعناقهم ... أنت تصرخ.. اذا انت مصري وموجود

اصطدمت في الشارع بكثيرين ... في وجوههم غضب الموتورين ... وارهاق الفلاحين ... في ايديهم سلاح .. في ألسنتهم سلاح ... حقد متراكم ... نظرات اللامبالين .... وأخلاق العربجية

تصل الى عملك ... (لكن المخرج لازال مصرا على الرؤية المشوشة والكادر البعيد المهتز لسبب غامض)

____________________________

المحلول في يد الجميع

هناك شيء نسيناه ونحن ننزل للثورة ... البعض ينسى موبايله ... الآخر ينسى مفاتيحه .... هناك من ينسى دواءه أو كتابه المقدس ... لكن ماهو ذلك الشيء الذي لم ينساه أحد وهم يهتفون بكل حماس (الشعب يريد....)؟

أكثر ماينتشر الآن .. الدعابات والكليبات الساخرة ... لازال الجميع يذكر أسطورة (الرجل اللي ورا عمر سليمان) .... وحكم القذافي الذهبية ...عفاف شعيب وهي تفتقد الريش.. حسام حسن وهو يعلن ان الثورة ليست الا مؤامرة أهلاوية حقيرة ... كلنا سخرنا من حمادة هلال وهو يعلن أن شهداء يناير ماتوا – وياللصدفة – في احداث يناير ..جميعنا ضحكنا ونحن نرى تامر حسني يبكي ويبربر طالبا السماح من الشعب لأنه أساء الظن بالثورة ... لابأس فنحن شعب طيب يحب النكتة ويبحث عن الافيه ... لكن النكت والافيهات صارت تتشابه وتتداخل ... تتكرر العناوين كأن كل واحد يريد ان يحكي النكتة من منظوره الخاص... وأشهر جروبات الفيسبوك هي تلك التي تبدأ بجملة ... (احنا آسفين ...) ... احنا آسفين يامصر .. آسفين ياريس .... آسفين يامجلس ياعسكري .... آسفين ياعصام شرف ..... آسفين يابلطجية .... آسفين ياأمن الدولة .. آسفين يافنجري ... آسفين وخلاص ... هناك من اعتذر ل (زبادو) ردا على حملة ضد غطاء الزبادو الذي ينقطع ويطرطش ويجعلك تتساءل ... مالذي دها الجميع بحق السماء ؟!!

لو بحثت من حيث الكم عن اضخم ماتركت الثورة ... لوجدت انها هي تلك النكت والفيديوهات والجروبات على الفيسبوك ... كأستديوهات التحليل .. حيث يصير التعليق على المباراة .. أضخم من المباراة ذاتها

الآن هناك 85 مليون معارض سياسي ومحلل اعلامي ... 85 مليون رأي ... 85 مليون حساب على الفيسبوك .... 85 مليون مقال .. 85 مليون نكتة .... 85 مليون مصري يعيشون الآن على المحاليل التي تبث عبر الأثير وعبر الفضاء الرقمي ... محاليل تقدم لك تغذية وريدية .. لكنها قصيرة الأجل ... لاتسمن ولاتغني من جوع .... انها فقط تمكن المريض من البقاء حيا بعد العملية الجراحية حتى يستعيد القدرة على تناول الغذاء بالفم ...

عرفت الآن الشيء الذي لم ننساه عندما نزلنا للميدان .... لم ننس الكانيولا الوريدية ... لقد صرنا الآن على أتم استعداد لتلقي المحاليل

كنت اعتقد ان العملية قد انتهت منذ فترة

لكن هناك الآن 85 مليون مصري لازالوا يعيشون في مرحلة النقاهة

_______________________

ولادة بدون أمل

كانت المرأة تصرخ في وجهي متشككة وفي عينها مقت لم ادر سببه وأنا أحقنها بجرعة الابيديورال لتخفيف ألام المخاض ... كل ماأبغي لها ولادة سريعة نظيفة بدون ألم

هناك كم غير طبيعي من الشك وسوء الظن والاتهام الذي يصل لحد القذف أحيانا ... من الطبيعي أن نختلف في الرأي ... لكن الاتهام بالعمالة والخيانة والفلولية والماسونية ... وربما الزندقة والشذوذ والالحاد ... يبدو هذا اتجاها متطرفا في عالم الحوار ... كل واحد يتعامل مع رأيه كما يتعامل مع زوجته أو كرامته او دينه .... انها التابوهات التي لاتقبل المساس .... هكذا أنت منبوذ من الجميع ... مع الثورة انت عميل .... ضد الثورة انت خائن ... تحب الرئيس المخلوع انت واطي ومطاطي ومن عائلة بنت (.....) .. مع التعديلات الدستورية أنت مايص أو سلفي وتهوى تعليق الأمور ... ضد التعديلات الدستورية انت وغد ضد الاستقرار وضد الدين ...كلمة الأجندة تستخدم بافراط ... والناس تردد الشعارات والمصطلحات دون أن تعيها أحيانا.... ليبرالية ... سلفية ... ماسونية ....فاشستية ... ثيوقراطية ...المصطلحات تنمو الى أشخاص ... والأشخاص يستقطبون المريدين .... هكذا تحول الموضوع الى مايشبه نوادي الكرة ... أهلي وزمالك وترسانة واسماعيلي ... هناك (كوتش) ... وجمهور ... أعلام ترفع وحناجر تتمزق من فرط الصراخ ... هكذا ننقسم بحكم العادة حول الموضوع الواحد الى فئتين في غاية التنافر ... (هذا هو الاستقطاب عينه) ... انت مع البرادعي المثقف الواعي الذي وقف في وجه الظلم والذي لا يوجد له ند كي يصبح حاكما للبلاد ... أم أنت ضد البرادعي العميل الخمورجي الذي سلم العراق للأمريكان والذي يترك ابنته على حل شعرها ...في هذا الجو المشحون بالتربص والسعار وتقديس الرأي ... كل شيء جائز

هناك مئات الفيديوهات والمقالات التي تؤيد .... وهناك مئات مثلها تعارض ... كل ماعليك أن تقوم بعمل (شير) للمقال أو الفيديو المؤيد لوجة نظرك ... ولأن الطيور على أشكالها تقع ... فان اصدقاءك سيقومون ب(شير) لنفس الفيديو ... فيتضخم داخلنا نفس الرأي ... ويندثر الرأي الآخر لأن أحدا لم يجرؤ على تشييره ...

ومن جديد نعود لسياسة الرأي الواحد والحزب الواحد والحكم الواحد ... انه الحزب الحاكم ذاته بعد تغيير المسميات .. مرحبا بك في الجزء الثاني من الحزب الوطني ... (الحزب الوطني : اعادة التحميل) .. وهكذا تتضخم الأسطورة داخلنا لنتحول الى سكان في جيوب معزولة عن بعضها البعض .... جيوب تدعم البرادعي ... وجيوب تهاجم البرادعي .... المجموعتان تتراشقان بالألفاظ والاتهامات في هجوم شرس ... سبب الهجوم ... الاختلاف في الرأي .... محتوى الهجوم .... أنها عينة الألفاظ التي قد تنالها أي مومس أو راقصة في شارع الهرم ... فليس هذا هو الوقت او المكان الذي ينبغي أن تكون فيه موضوعيا ... حتى لو كانت الشراسة والوساخة والضرب تحت الحزام هي الشيء الوحيد الذي سينقذ الثورة

الكل دوما موضع الاتهام حيث لاأحد منزه... ومن الجائز جدا أن يرمقك الناس بمقت وشك ... ويسبوك بأقذع الألفاظ حتى لو كنت تحمل لهم حقنة الخلاص من الألم

________________________

فودافون ..السنجة بين ايديك

حتى عندما تلزم أرض الحياد... ستكتشف الفخ الذي تقاد اليه ببطء...انك عاجز عن تحديد الأعداء ... ان الجميع يتناطحون كالثيران ... الكل يبحث عن زعامة القبيلة ... الكل أيضا يبحث عن الأمان ولقمة العيش ... ويبحث عن قاتلي الأبرياء الشهداء ... ويدعو للتمسك بأخلاق الثورة ... ويندد بالبلطجية ... لكن وسط كل هذا الصراع والصراخ...المطاوي المرفوعة ... والاتهامات الجاهزة ... والتخويف باسم الاستقرار أو الدين .... لن تملك الا أن تتساءل بصدق وانت تراقب كل هذا... من هو البلطجي حقا ؟!!

هل هو ذلك الشرس المتمرد ذو السنجة واللسان الطويل الذي يبدأ حديثه بسب الأم ويختمه بسب الدين ؟

هل هو ذلك الملتحي الذي أعلن أن الكنائس ليست الا ترسانات أسلحة يحبسون بداخلها الأسيرات المسلمات اللاتي ينتظرن جيش الله المخلص؟

هل هو ذلك المتحزب الذي أعلن ان من قال لا للدستور يمهد لالغاء المادة الثانية بل وهلل لانتصار الاسلام عندما انتصر من قال نعم ؟

هل هو ذلك الليبرالي الذي يملك قلما وجريدة ويضع اعداءه في سلة واحدة ليصفهم بالاسلاميين ثم يتهمهم بأنهم الأكثر تنظيما في الشارع ؟

هل هو ذلك الفلولي الذي لازال يسبح بحمد النظام القديم ... وينظر للرئيس السابق في قفص الاتهام ثم ينظر لك بكل لوم ليقول (بذمتك ماصعبش عليك؟)

من حق كل واحد الآن ان يمسك بسنجته الخاصة ... ويفرض رأيه ... لأننا بحثنا عن عدونا خارج البيت .. ونسينا أنه قد يكون منتظرا تحت جلودنا

________________________

اللبانة لاتزال في جيبي

كلما سمعت عن جمعة او مليونية فان احساسا غامضا سيلازمك ... كل جمعة كانت تحمل اسما مميزا ... جمعة الخلاص ... جمعة التطهير .... جمعة الانقاذ ... جمعة تكريم الشهداء ...جمعة محاكمة ولاد الكلب ... جمعة البصق على العادلي ... جمعة نبذ دين ام البلطجية .... الخ

هناك واحد ما صار شغله الشاغل هو تسمية الجمع ... وتحولت الاعتصامات على يديه من قوة ضاغطة الى لبانة نلوكها كل جمعة حتى فقدت طعمها ... المهم أن تصير الجمع والمليونيات والحركة الثورية مستمرة ... حتى صار الموضوع اشبه بالفسح والموضة ... أمر ستشعر أنه يمحو الكثير من مكانة وأهمية ميدان التحرير ... البعض يرى ان تلك المليونيات ليست الا وسيلة لأولئك الذين لم يدركوا الثورة في بداياتها ولم ينزلوا الميدان عندما كانت الرؤية غير واضحة حول الصواب والخطأ .... الآن نحن نقدم لك الفرصة لتعيش تجربة الثورة من جديد ...وبقلب مستريح ... ومجانا ... أجل عزيزي المستمتع ... وهذا ليس كل شيء ...فربما تدخل السحب الكبير في الجمع القادمة لتربح دبابة ... اتصل الآن .... حسنا هذا الرأي سيغضب الكثيرين ... وسيعتبرونه سخرية من روح الثورة ... فكما قلنا سابقا لقد صارت مقولة (أنت ضدي ... يالك من وغد) ... هي شعار المرحلة ...والصوت العالي يربح دوما ... (يلا نشيل احمد شفيق ... اذا فلابد أن يغود في داهية .... يلا نجيب عصام شرف ... فرحنا وصفقنا ... عصام شرف طلع طيب وطري ومش عاوز يزعل حد ... اذا فليرحل عصام شرف ... طيب بالعقل قليلا .... كيف سيثبت من يخلف عصام شرف كفاءته.. ومالذي ستصنعه بالضبط حكومة انتقالية في أقل من شهرين؟!! ... لقد صار التغيير في حد ذاته دينا جديدا ... يثبت اننا قادرين على فرض ارادتنا وقتما نشاء ... حالة سكر أصابتنا بعد خمر الحرية .... كأننا محدثين ثورة ...كمراهق يهمه ان (كلامه يمشي) بعد ان فرح ببدايات الشارب والصوت الخشن والعضلات التي بدأ جسمه يكونها ... انه توتر وعدم استقرار هرموني لاأكثر ... هل بتصرفاتنا هذه أثبتنا مقولات عمر سليمان وأحمد نظيف بأننا غير ناضجين وغير مؤهلين للديموقراطية ؟!! ... ان الديموقراطية الحقيقية التي نملكها الآن بجوار حرية التعبير صارت ديموقراطية (الفوضى وقلة الأدب) .... وان كان هذا غير صحيح ... فأين المسئولية الفردية تجاه الديموقراطية ؟!! ... حتى على أصغر المستويات ... هل توقفنا عن القاء القمامة في عرض الطريق ؟!! ... عن السير عكس الاتجاه .... عن دفع الرشاوي .... عن الاهمال في العمل ... الحقيقة اننا لم نتوقف.. بل وتحولنا للأسوأ رغم كل تلك الاعتصامات والمليونيات وأعلام مصر المرفوعة وبادجات 25 يناير التي تزين السيارات

لكن الأمر الأكيد ..ان مضغ اللبان رياضة محببة

______________________

تعود من عملك ... والواقع أن الكادر لم يتحسن بعد (ثم لماذا يصر المخرج على هذه الاضاءة الخافتة ؟!!)

تقرر منذ اليوم أنك ستحمل سلاحا ... تريد أن تنقذ نفسك وأهلك وممتلكاتك ... المفروض أن هذه مهمة أحد ما ... لكنه لم يعد موجودا ... أو لم يعد يقوم بمهمته بالكفاءة ذاتها

تواصل تصفح الانترنت والجرائد ... هناك كم كبير من المواضيع التي تحتاج الى مشاركتك واعجابك.. وتعليقك ان امكن

SHARE …… LIKE …. SHARE …… LIKE… SHARE …… LIKE….. SHARE …… LIKE….

كومنتات كومنتات ... لازلت عاجزا عن تحديد من تريد حاكما للبلاد

هناك مئة مليونية قادمة ينتظرون دعمك ومشاركتك ... وهناك الكثير من الاعتصامات والاضرابات ... أمامك الكثير من العمل والجهد ... فالثورة دائما بحاجة الى الانقاذ لكنك لاتعلم كيف ... وستنتظر ان يقرر احدهم ان تفعل كذا وكذا لتسير خلفه ...

(FADE IN من شاشة سوداء)

هتافات ... محاكمات ...مؤامرات ... يقولون أن كوكاكولا خلف الثورة ... ألا ترون الرمز في الرقم 125 سنة (25\1) ؟!!... أنا أعتقد ان (تايجر) هو المنظم الحقيقي للثورة هل تلاحظ التلميح في الشعار (اكبر وسيطر) ؟....

هل أنت متأكد مما تفعل ..أم أنك بحاجة الى اعادة الرؤية ؟

مع .. ضد ... مع .. ضد.... مع ....ضد (حتى آخر ورقة في الوردة)

أعلام ..أعلام.. في كل مكان

هناك ضوضاء ... الكثير من الضوضاء

________________________

هل لديك الجرأة لتضغط زر RESTART ؟

;