أيها الزائر قبري .... أتل ماخط امامك

Saturday, December 31, 2005

ياعزيزي كلنا.....كباتن

ارخم واسخف وارذل حاجة ممكن تعملها في حياتك هي قيامك في يوم من الايام مضطرا لأخد دقنك وشين...بل وقيامك بهذه العملية اللعينة على فترات متقاربة كلما تشابكت شعيرات ذقنك والتوت واصبحت جديرة باثارة الشبهات حول انتمائك الفكري (حاجة سخيفة جدا والله)..انما ده قدرنا بقة....هانعمل ايه؟ نكفر يعني؟!!!على ان اكثر مايغيظني شخصيا هي ان حلاقة الذقن عندي تقصف من عمري عشر سنوات على الاقل وتسخطني بقدرة قادر الى وغد مراهق حليق يخاطبه الناس دوما بلقب كابتن.....قوم ياكابتن..اتاخر ياكابتن...الساعة كام ياكابتن...كابتن... معاك كبريت؟ ...الخ
والحق ان هذا الموضوع اصابني بعقدة نفسية من ايام المراهقة _ او الكبتنة _ الاولى حتى هذه الايام وكان اسعد ايامي هو اليوم الذي يناديني فيه احدهم بلقب ( استاذ) او (باشمهندز)..فهي تعلمني عن ارتقائي درجة جديدة في سلم التطور..لكني مع الوقت تعلمت ان الحصول على لقب (باشا) مثلا.. يرتبط ارتباطا وثيقا بالمادة..اللحاليح....وانت في اي مصلحة حكومية , مصالحك في التمام والمعاملة عظمة وسعادة البيه وسعادة الباشا ..كله مضمون ..فقط اذا برزت الفلوس لمن يرى...يعني السن والذقن - ساعات - مالهمش دعوة بحمى الالقاب..احيانا كنت انال لقب مثل البيه دون ان ادفع مليما ...واحد شحات عشمان في قرشين وطبعا لازم يتمحلس ويعيط وينف نفتين وهو منظر على فلوسك ...فان اعطوا منها رضوا ...والا فانه سيسارع بسحب اللقب ويشيل منك الدبورة وينظر لك بقرف قائلا : "ماهي بلد وسخة اصلا"..عندها اعلم ان مرحلة البيه كانت مرحلة وعدت وانني قد رجعت مرة اخرى بسلام الى زمرة الكباتن
ورغبة مني في الحصول على لقب استاذ (مالبشوية ماعادتش جايبة همها) كنت اتعمد اهمال اللحية وكنت ازداد سرورا وهي تتحول الى جدائل ومجموعة اغصان متشابكة الى ان يقابلني احد الاصحاب قائلا .."ايه يابني اللي انتة عامله في نفسك دة؟" او اخر يتسائل في نصاحة " هما استقطبوك انتة كمان؟" احيانا كنت اطنش وودنين من عجين لكن كلما بادرتني نظرة قرف من بنت رقيقة في الميكروباص او مزة معدية في الشارع كنت اسارع فورا لحلق الذقن وتغور الاستذة وتولع الالقاب كلها بجاز...وطبعا بعد الذقن الحليقة اتحول مرة اخرى الى كابتن وانا حاسس اني عملت واجبي تجاه البشرية..بس برضه ياأخي نظرة القرف في عيون البنات لسة موجودة... حاجة تخنق
يارب....امتى اكبر بقة وابقى حاج؟

Friday, September 09, 2005

يبقى انت أكيد... في قلب الكنيف

  • نعم ياسيدي ...نحن الجيل الذي ولد وكبر وتربى ليجد نفسه في قعر الكنيف اياه وسط مخلفات السابقين المقدسة..... زمن الفن الجميل , جدودنا الصالحين الطيبين , ايام الماضي المجيد , الضمير الصاحي واللقمة النظيفة والاخلاق العالية والشهامة والجدعنة والناس اللي بتعرف ربنا....وكل الاشياء الجميلة التي نسبت لزمان وأيام زمان...لأنه منذ الأبد والناس في اللحظة الحاضرة... أي لحظة حاضرة ... ولاد كلب سفلة و خونة , عصاة وزناة وحرامية ولاد افاعي ونحن في قلب المزبلة ... واتفو عليك يازمن ... الى اّخر هذه الدورة المملة التي تقدس ماوراء ماضيها وتنزهه عن أي لون من الانحراف والخلل... وبناءا عليه أصبح الحاضر محصورا في الزمن الرديء , الاخلاق الواطية , البنات السفلة , والجيل البايظ مع أنك لو زنقت أي كلب من المسبحين بحمد الماضي وسألته عن سبب أزمتنا في أي وقت وكل وقت لقال لك بثقة العارفين : "الفساد طبعا يابيه...".........وقد نسي هذا البقف بروح أهله أن الفساد عملية مزمنة وتراكمية وترسبات ورثناها عن أجدادنا الذين ورثوها عن أجدادهم الذين ينتمون جميعا(شوف ازاي) الى مملكة الصالحين المقدسين...فما نراه اليوم ظاهرة جديدة وطفرة ماهو الا التطور الطبيعي للحاجة الساقعة نتيجة سنوات من الطرمخة والكاموفلاج على كل أشكال الممارسات الوسخة , ونتيجة احتراف الفاسد وتمكنه من أدوات منصبه فأصبحت السرقة تحت مظلة المناصب مثلا (وهي من أهم علامات الفساد) و التي كانت البارحة عملا صعبا ينطوي على الكثير من المجازفة والقلب الجامد واسترها معايا يارب الى حاجة سهلة مثل شكة الدبوس المهم أن تجد القواد المناسب في الوقت المناسب ليخفي الوساخة من ذاكرة الامة , و(يعرض) قفاه للمسئول المحترف بعد أن عبر بسلام من كي جي تو للدعارة الثانوية المشتركة وكسر الصنم الذي كان يخشاه واكتشف انه لارقيب على المال السايب فقد مات سليمان على عصاه وظل (يشتغلنا) بوقفته ع الفاضي طوال العقود السابقة
    رحلة الى مركز الكنيف

والكنيف لمن لا يعلم هو جزء من الاجزاء الثلاثة الاساسية في تكوين الكبانيه عدم المؤاخذة وهو يلتحم مع الشطاف وصنوق الطرد ويعمل الثلاثة معا في تناسق مدهش لتخليص البشرية من فضلاتها لكنها تستقبر قبلا .. ولفترة في العين المسماة بالكنيف اما عن موقعنا من هذا الجهاز العظيم , وعن علاقتنا بهذا الموضوع من الاساس فنحن - الجيل الحاضر _ المستقر على الدوام في القعر والقابع وسط خيرات الاجيال السابقة المصابة على الدوام بالاسهال والدوسنتاريا والذي اكتشف أن عليه السباحة باستمرار وسط تلك الاكوام وتحمل الرائحة لأن أحدا لم يكلف نفسه عناء تشغيل صندوق الطرد وانما اكتفى الجميع باحكام غلق القاعدة والله هو الستار.. تعال نلق نظرة على بعض المتشدقين بالماضي العريق والذين لايكفون عن استخدام الكبانيه بانتظام وصب اللعنات على رؤوس سكان الكنيف الذين قبعوا فيه دون ارادة منهم بل وضعنا الأسلاف ليجدوا في وضاعتنا مجد ماضيهم وعراقة أيامهم والدليل الحي على أن زمان كان من أحسن الأزمان, والله يرحم والدينا.....واحد من السادة الاقدمين المترددين على الكبانيه بانتظام يخرج على الناس في الاذاعة والتلفزيون والانترنت ان شئت , ويعلن على الملأ أن مشكلة (شباب هذه الأيام) هي المادة والفلوس وغياب الروحانيات والوازع الديني ويسوق بعض الأدلة العبيطة جدا على الأخ الذي يقتل أخاه من أجل عشرة جنيه(وهو المبلغ الثابت دوما في كل الحوادث والأخبار والاستشهادات)والابن الذي يحجر على أبيه أو يلقي به في دار المسنين والبنت التي تطرد أمها الغلبانة الى الشارع لأن الارض ضاقت عليها بعدما رحبت والكثير من الحوادث المشابهة والتي تحكى بسذاجة وسطحية دون تعمق في الأسباب والدوافع لتدلل على أن هذا الجيل ابن وسخة فعلا ومصيره جهنم وبئس المصير وأن الانسان اذا أجرم علقت له المشانق والخوازيق دون بحث في تفاصيل الأمور وهي وجهة نظر تصلح لجلاد يبحث عن عدالة لالمصلح يبغي الصواب......... واحد اّخر من ذوي الهيبة يخرج ليختزل مشكلة الجيل في الجنس ...فالشباب( ياكبدي) غير قادرين على الزواج والاغراءات مستمرة ليلا ونهارا والحرام أسهل مع ان أحسن من الشرف مافيش لذا ينقسم المجتمع في نظره الى قوادين وعاهرات وزبائن من أصحاب المتعة وقلة من غلاة التدين يتصور البيه أن تدينهم راجع الى عدم مقدرتهم على ثمن الحرام.. وهكذا يتحول الكنيف الى بيت دعارة عملاق والظاهر أنه يدعو أولي الأمر لتوفير( مصلحة )لكل مواطن حتى يهنأ بال الشباب وتستمر عجلة الانتاج وتتقدم مسيرة القافلة رغم أنف الحاقدين ولاد الكلب.......ومايغيظ فعلا أن كثيرا من أمثال هذا الديناصور عاش شبابه في الهلس والهجص والذي منه ثم عاد الى جادة الصواب (ربما لأسباب صحية) وأعلن فلسفته من خلال خبراته ومنظوره الضيق وأضاف فضلاته الى قلب الكنيف العظيم .........واحد اخر من اخوانا اياهم يصرخ في الجمع الغافل (كالعادة) ويهيب بهم أن فروا الى الله وعودوا الى الصواب وستتحسن الدنيا وتنفرج الأزمة وهو طبعا كلام لاغبار عليه لكن طريق الصلاح عنده يجنح الى اعتزال الدنيا وكل من عليها فان وهي دعاوي لها مايبررها وهي أن غالبية هؤلاءهم ممن مر بمرحلة فساد وانحراف سابقة ثم جاءته صدمة الدنيا فظنها الهداية التي يتحدث عنها الجميع رغم كونها عقدة نفسية من الحياة فمارس من الطقوس ماظنها تقربا الى الله وهي في الحقيقة كراهية للحياة ومقت للناس الظالمين الذين طالما اّلموه واذوه فتكون لديه مركب نقص جعله يسعى الى النيولوك الديني الذي يميزه عن الضالين المخفيين وبدأ يعظ في الناس بعلم ناقص وقلب فارغ الا من الكراهية وهو قلب أبعد مايكون عن الهداية رغم طقوسه التي لاتشوبها شائبة لكن الله أعلم بما في الصدور......فضلات أخرى تستقر في الكنيف مختلفة في الحجم والقوام ..واحد اخر لأجل الحظ الدكر يعمل بالاخراج(خش ع الكنيف خش) ويعلن انه سيصنع فيلما كوميديا عن مشاكل الشباب(الموضة كدة) ويدخل الشباب المحب للسينما وللترفيه عموما ليجد ان المخرج الشهير قد صنع فيلما كوميديا ..طب فين مشاكل الشباب ياروح أمك ... ؟ والعمل المنعوت بأنه كوميدي ليس الا عمل سطحي النظرة من خيط واحد مهتريء على كام افيه كل الشباب على القهاوي تبتكرها يوميا والمزة اياها تموت في البطل من خفة دمه وشقاوته وسذاجته وطيبته وجديته وشجاعته ايضا(أدهم صبري بس على شبابي) ويكافحان معا كفاحا مريرا ضد العزول وتتوج قصة الحب بالزواج رغم ان مافيش لاشقة ولاشغل ولاعيلة تقبل الاخرى ولاحتى صحة في الشاب اللي انطحن ضرب طول الفيلم...المهم انه في عرف السينيمائين ( فاز بالمزة الجسور ) يتجوزوا ازاي ويناموا فين ويعيشوا امتى بقة...طب وانا مال أمي ؟.......ويخرج الناقد برضه ليجلس مع المخرج على نفس الكبانيه ويشتم في الشباب وأعمالهم الشبابية ويصفها بالهبابية (دمه شربات المضروب) ويعلن ان الازمة في الورق... فعلا الورق غالي اليومين دول....كما أن الأزمة في الممثلين المتعجلين للشهرة فلا أحد يدقق في الورق (بيقولها تاني برضه) ثم ان المنتج كرشه واسع (الحمد لله واحد مش شاب قاعد معانا في نفس الكنيف) ولايهم جودة العمل مادمت الاشية معدن والايرادات تمام........ يبدو ان المشكلة الحقيقية هي انه لايوجد كنيف عادي يستوعب كل هؤلاء السادة المزنوقين ولايوجد انسان يحتمل كل هذا القرف دون ايجاد حلول وتشغيل صندوق الطرد طبعا لا أحد منا استطاع تشغيل الصندوق لأن الرائحة الفظيعة لها تأثير مرخي للأعصاب ومهديء للمشاعر المشتعلة فاصبحنا مواطنين كنيفيين من الدرجة الأولى واللي عايز يسهل يسهل .. بس يسمي الأول وهو داخل ويكح ياريت

الكنيف RELOADED

.ولأن الانسان يتميز بعيبين خطيرين (النسيان , وجلد الاخرين بنفس الكرباج الذي علم على جتته) فهو دوما يكرر دورة الكنيف المباركة كل جيل , ويصبح طبيعيا أن يأتي الزمن الذي نجلس فيه جميعا على قهوة المعاشات لنمارس رياضة اللعن في الجيل الحالي (الجيل المستقبلي بالنسبة للاّن ) وطبعا سنترحم على زمن فننا الجميل أيام روبي وهيفاء ونجلا وكل تلك النخبة المحترمة التي اعتزلت الفن بعد أن أدت رسالتها بما يرضي الله مما ترك الساحة خالية لمدعي النجومية من الشباب (لسة جايين في السكة) أمثال جيجي الابيحة , و ولاء الصدر الاعظم , و كوكي ع السحو(بالمناسبة كوكي دي حفيدة روبي ) وطبعا تتغير كلمات الاغاني لتلائم متطلبات الشباب السفلة......اما في مصالحنا الحكومية فيصبح طبيعيا ان يرفض الموظف أخذ الرشوة من سعادتك لأنك ماجيبتش معاهادمغة وماختمتش الرشوة من مدير المصلحة يازبون....ولابأس من وجود منصب مثل أمين عام التلاعب , ووكيل تدليس أول وتاني, وريسبشن خاص لاستقبال الوساطات من الحبايب وحبايب الحبايب طبعا بعد التاشير عليها من المجلس الأعلى للكوسة لأن دي قوانين واحنا مابنلعبش..........حتى في الأوتيلات اللي على قد حالها ستجد أنك قد دفعت في غرفة بعينها مبلغا زائدا لأن سعادتك خدت الأودة بحريمها ودول طبعا اجرتهم بالساعة خصوصا لو كنا في الموسم الصيفي فالشغل على ودنه ودي ممكن تقعد مع حضرتك في الاودة المعفنة وتسيب كشف منزلي بالشيء الفلاني ..احسبها انت ياذوق...وخلي بالك ان معاها ترخيص بمزاولة المهنة وواخدة تطعيم الايدز (اكيد التطعيم هايكون زمانه نزل ) عشان كدة انت في السليم ......ولاتنس أن سي ديهات الافلام الثقافية ستكون متاحة ولجميع الأعمار فسي ديهات العيل ذو الخمس سنوات مختلفة عن الشحط أبو شنب مختلفة عن سي ديهات المتزوجين التعساء وربما يتم يتم انشاء وزارة جديدة للجنس تسمى وزارة الجنس والمواصلات . مواصلات طبعا عشان نضمن وصول الجنس لمستحقيه في المناطق العشوائية ويصبح شعارها (الجنس سيد الأخلاق)... كل هذا الكلام سنضعه _كما فعل أسلافنا_ في قلب الكنيف ونحشر ابناءنا في قلب الوساخة ونلعنهم ليل نهار ونتصعب ونمصمص شفاهنا متعجبين من هذا الزمن وكيف كنا وماأعظمنا ,و من أين جاء هؤلاء الأوساخ بتلك السفالة....أصلهم بعاد عن ربنا ياحاج ..مااحنا كنا شباب بس ماعملناش زيهم ...دي عالم وسخة ياحاج... الزمن الجاي هايبقى صعب أوي....طب خش موت جوة ياحاج ...

طبعا سيكون شيئا مملا أن نعيد نفس الاتهامات للجيل الذي سيلينا ونجلدهم كما قام أسلافنا بجلدنا .. لكن العيبين الخطيرين البشريين السابق ذكرهما سيغفران الملل وسيبرران الأشلاء المتناثرة على مذبح الأخلاق , فماأجملنا لأننا أصبحنا شيوخا أجلاء..وماأعظم جدودنا لأنهم أنجبونا عظماء.. وملعون أبو أحفادنا السفلة الأشرار ...وكل كنيف وانت طيب ...

الكنيف الذي طلبته ربما يكون مغلقا

ومادام الأمر دوريا ومستمرا...ومادامت عملية تعبئة الكنيف تتم بانتظام دون استخدام صندوق الطرد...فنحن بانتظار اللحظة التي نعلن فيها فشل ميكانيزم الكنيف في التعامل مع متطلبات واقع كل جيل ماضي ,عندها تتهاوى الحواجز بين مستخدمي الكنيف وساكنيه ..ولايصبح هناك الجيل العظيم والجيل الوسخ ...وتختفي لفظة صراع الأجيال العقيمة , فقد أصبحنا جميعا في الهوا سوا ... نحن وأولادنا واللي خلفونا...ويصبح الانحراف من طبائع الأشياء لأن "هذا ماوجدنا عليه اّباءنا" ..ونجد أننا جميعا أصبحنا نسبح في كنيف عملاق من صنع أيدينا على مر الأجيال ....وسندخل الى هذه المرحلة بهدوء ودون شوشرة ودون أن نتذكر (هوة ايه حصل امتى؟) ...مادمنا نؤمن ان مافيش حاجة حصلت..اننا فقط نتطور..وماكنا نلعنه البارحة , سنقبله اليوم على مضض.. ونتحمس له غدا .. وندعو اليه بعده ...ومادامت صلتنا بالماضي معدومة (انظر للكفار في الأفلام الدينية لتجدهم أقرب للأشرار في أفلام الكرتون وستعرف عن أي ماضي يتحدثون ..ولاتنس المتظاهريين الوطنيين ضد المحتل الذين فقدوا ملامحهم البشرية على الشاشة وتحولوا الى زومبي مجمدين يرددون هتافات موحدة نقلت نصا من تاريخ الجبرتي أو من فيلم الناظر..أيهما أوقع..وابقى سلملي ع الماضي) ..ومادامت العقلية المتأملة في سبيلها للاضمحلال من تبعات عصر السرعة , فسنجد اننا انتقلنا بسلام لمرحلة الكنيف الشامل دون ابداء الملحوظات ودون قلاقل من أي نوع.. وسيتبوأ الكل موقعه في الكنيف ....لحظتها ياسيدي ...عندما تجد السياسة تتحول الى دعارة مقننة , وفساد المسئول يصبح نكتة بايخة , وعندما تجد الدين قد اختزل في المنبر وقوموا صلوا ياولاد الكلب , والعلم ينحصر في الرسالة التي تناقشها بتوتر مرتديا الزعبوط الأسود وملابس الغربان ساعيا للقب الدكتور , وعندما تفقد كلمات مثل الفساد والوساطة والمحسوبية والتدليس والتحسيس واللي بالي بالك تفقد بريقها المعهود وتنتقل الى صفحة الكلمات المتقاطعة , وعندما تقتصر معاني السعادة والرضا عن النفس الى عقلك في راسك وقرشك في جيبك ومطوتك معاك , وعندما يصبح همك الأوحد انك تطنش تعش تنتعش وتعلف الحلوفين وتربيهم من سكات , وعندما يصبح روتينك اليومي مقتصرا على ثلاثية الشغل - القهوة - السرير وغدا يوم اّخر , عندما تجد كل ذلك ويصبح هو (العادي) ..يبقى انت أكيد .. أكيد أكيد ..... في قلب الكنيف

Wednesday, August 24, 2005

هات الرمز بتاعي

ربما لايوجد في العالم كله دولة تضاهينا في حكاية الانتخابات اياها ..فربما كنا البلد الوحيد الذي (يعلم) مرشحيه بالرموز المستوحاة من البيئة.. فنحن نميز ممثلينا, والمتحدثين باسمنا, والقائمين على أمورنا نحن الرعية برموز متواضعة يفترض انها تسهل على المنتخب - بكسر الخاء - الامي تسهل عليه عملية التعرف على ممثله أو حاكمه ايا كان نوع الانتخابات سواء انتخابات مجلس الشعب المعتادة او انتخابات الرئاسة في الموضة الجديدة الداعية للتغير والديموقراطية والشفافية والذي منه...لو تأملنا الرموز نفسها نجدها عبارة عن مجموعة من الادوات والعلامات التي لاتعبر من قريب او بعيد عن العضو المحترم وبرنامجه النزيه والا كانت مصيبة ياجدعان ان يستمد الرمز من المرشح...خذ عندك مثلا: أحد الرموز المتداولة بشدة في دوائر مجلس الشعب كان رمز الجمل الذي افضل اعتباره رمزا مجردا لاعلاقة له بما عرف عن صبر وتحمل الجمال والا فان المرشح المحترم يعد بأيام شاقة جرداء والصبر مفتاح الفرج وشدوا الحزام وعلينا عبور الصحراء معا في ليالي اكثر سوادا من ريش الغراب وهي دي ضرورة المرحلة.. والله الموفق.. خذ عندك رمز مثل رمز النظارة وتجد لافتات المرشح مليئة بالنظارات الكعب كباية, فالمرشح هنا يقصد معنى من اثنين.. اما انه الوحيد القادر على قيادة وارشاد الوف العميان من ابناء دائرته حتى لانتوه في زحام الاحزاب .. وهو الوحيد ذو البصيرة النافذة و النظر الثاقب الذي يطل من نظارته البالية الكعب الكباية الذي يستطيع تلمس طريقه في الظلام ولابأس من أن ( يحسس و يعتذر) المهم القيادة الثورية والحماس الوطني.......هذا معنى........والمعنى الاّخر ان المرشح يعلن عن عطب اصاب بصيرته وهنا هو يحتاج لمن يدله على الطريق عندها لاتملك الا أن تتخلى عن انتخابه وتأخذه من يده لأقرب جامع لأن هذا شغل شحاتين....هناك ايضا رمز مثل الجدي أو الخروف وهو رمز مقلق اذا ماتصادفت الانتخابات مع عيد الاضحى المبارك, فهل يقصد المرشح ياترى انه نوى أن يكون كبش فداء للسلطة... وعليه العوض لأبناء الدايرة. , ام أن العفريت يشير الى قلبه الابيض ونيته الصافية وانه ناوي يقضيها نوم في المجلس حتى العيد القادم ... واهو يايندبح برضه يااما نستنى عليه دورة كمان لحد مايسمن؟...اكيد ليته - قصدي نيته - سليمة...رمز المفتاح الذي قد يبدو للوهلة الاولى رمزا جيدا يفتح نفس الناخبين....بس استنى شوية, مين قالك هو ناوي يفتح ايه بالظبط ...مش يمكن العملية كلها تفتيح مخ وركز مع الحكومة وخليك مع النظام لأن مفتاح السعادة في ايديهم والجنة تحت اقدام الحزب الوطني....أو يمكن الموضوع ابسط من هذا وان الباشا بيفتح خزن في أوقات الفراغ وان المفتاح دة ماهو الا وسيلة لاضفاء الشرعية على بلاويه....هناك ايضا رمز الكرسي .. في الحقيقة لم يقل أحد نوع الكرسي اذا كان أثريا اوكرسي مكتب فخم او كرسي بدون مساند لم تجد غيره في المقهى لأن كل الكراسي الاخرى محجوزة للماتش...الواقع ان الكرسي في سكونه يشير للتنبلة والراحة .. وربما هو رمز مباشر لكرسي المجلس الذي يحلم المرشح به ليل نهار وهنا انتقل المرشح باختياره لهذا الرمز الى خانة الناس العمليين اللي بتجيب من الاّخر....فهو يعلنها على الملأ ان كل مايهمه هو الكرسي والمركز وطز في حضراتكم بعد كدة....فمن فضلكم انتخبوني و بعدين روحوا داهية لاترجعكم.... ربما يكون هناك رمز الكنبة وهو طبعا العن من سابقه لأن المرشح يعلن ان انشاء الله قعدته هاتطول قوي .. وهيرحرح ع الاّخر لأن ضهره وجعه خلاص من تحمل أعباء الوطن واّن الأوان انه يرتاح الكام يوم اللي فاضلينله........رمز مثل الشمسية طبعا يشير الى أن المرشح حران من الشمس ونفسه يستظل بقبة المجلس الموقر....رمز مثل النخلة رمز محير فعلا فهل النخلة ملساء لاتصلح لتسلقها وبالتالي لن ينال احد من ثمرها.. هل هي نخلة مليئة بالبزابيز ويمكن تسلقها وجلب ثمارها ؟ واذا كانت من ذوات البزابيز فهل المرشح يعلن أنه ضالة لكل المنتفعين المتسلقين والساعين الى السلطة واللي عايز يطلع ربنا يعينه بس يبقى يفتكرنا ببلحة ولا حاجة؟!......سيبك من الكلام ده وخلينا في انتخابات الرئاسة المباركة اعادها الله عليكم باليمن والبركات..طبعا الكل عارف ان أيمن نور كان واقف على باب اللجنة زي الاسد من النجمة وأول مافتحت الأبواب وقالوله سعادتك تختار رمز راح منمر على رمز الهلال الخاص بالحزب الوطني وهو يظن ان الحصول على الرموز مقترن بأسبقية التقديم.. لكن المسئول أجابه بأن احنا متأسفين خالص يافندم اخر حتة خدها الزبون اللي قبلك.. وانا والله موصي على حتتين لابني جايين الموسم اللي جاي...طبعا ثار الرجل , وهاج , وماج , خاصة وهو يعرف ان احدا لم يدخل اللجنة قبله ( طبعا كان امرا طريفا أن نتخيل السادة المرشحين يتجمهرون امام باب اللجنة مثل طلبة الثانوية أيام التنسيق والكل يطمع في الحصول على الرمز اياه) المهم...ان أيمن نور فشل في الحصول على رمزه المفضل وكان يتمنى أي حاجة من ريحة الهلال, لللأسف لم يجد رمز مثل البدر مثلا لأنهم فتتوه وعملوه هلايل هلايل صغيرة لكي تكفي دورات الرئيس القادمة كلها.. شوف بقى البدر يعمل له كام هلال اليومين دول, وقيس عليها عدد الدورات وكل سنة واحنا طيبين....لا يهمني هنا الرمز البديل الذي اختاره أيمن نور لكن الموضوع ذكرني بحكاية البوكيمون .. والظاهر ان الهلال ده هو أقوى بوكيمون في القعدة ومن يحصل عليه فسيبلع باقي البوكيمونات في عبه وياخد بطولة البوكيمون ومنصب الرئيس... نعمان جمعة كان من أنصح المرشحين عندما اختار رمز الشعلة دون أن يشغل نفسه في الصراع على حكاية الرموز دي...شوف بقى مين بينور اكتر في الضلمة , الظاهر انه لم يلتفت لمسألة الرموز هذه عن ايمان منه بأن الرجال تصنع الرموز... ثم ان موضوع الرموز هذا كلام فارغ ويصلح لمسلسلات الكارتون... المشكلة انه نسي ان الحصول على الرمز المطلوب مسألة مبدأ واذا كان أحد المرشحين قد فشل في الحصول على الرمز المحتكر وهو حتة شعار معفن لا راح ولا جه .. فبالذمة كيف يطمع في الحصول على الكرسي والسلطة اللذان ظلا لأعوام ودورات حكرا على حزب واحد؟ اقترح ان ننسى حكاية رمز لكل حزب .. ونتجه لعمل رمز لكل مرحلة أو لكل خطة تنمية... أختار مثلا رمز البسكلتة لخطة التقدم والبحث العلمي في محاولة للحاق بركب الأمم... اختار رمز البزازة لوزارة الاقتصاد في محاولة منها لسد الافواه والارانب المصرية... أقترح رمز الخازوق لأمن الدولة وياحبذا لو كان براسين لضغط وتوفير النفقات أو على الأقل خازوق قلاووظ لسهولة الفك والتركيب... رمز الجمجمة لوزارة الصحة وخطة النهوض بصحة المواطنين الغلابة....رمز المبيد الفتاك ريد على أبواب وزارة الزراعة عشان البلد تنضف بقة وأهو نخليه شعار خطة التنمية بالمرة .. وليه نزود الانتاج لما ممكن نقلل السكان ؟....وأقترح أن ننزع رمز الكوسة من جميع مصالحنا الحكومية ونحرق هذا الرمز الشرير الذي جثم فوق صدورنا لأجيال وأجيال وأقترح أن نستبدل به رمز الخيارة... ولنبدأ معا عهدا جديدا من الخيار... فلتسقط رموز العهد البائد ... وليحيا الخيار ... والخيار كما تعلم .. يوم في ايدك.. ويوم في اللي انت عارفها...........بس خلاص

Thursday, August 11, 2005

حكايات من مستشفى ابو جهل التعليمي


الحلقة الأولى

ويسألونك عن الامتياز

يعزو الكثيرون ازمة النظام العلاجي في مصر الى روح الاستهتار واللامبالاة التي تسللت الى القائمين على امر هذا النظام كنتيجة طبيعية لعملية تعليمية فاشلة, ومناخ اجتماعي وسياسي منحدر , وقيم مادية تتعاظم ليلا ونهارا في عيون الناس دون امل في تطور او تغيير ..مما افرز جيلا جديدا فقد القدرة على الاصلاح لانه ورث العجز عن اسلافه, وفقد الرغبة في التحدي والتغيير ازاء مجموعة متحجرة تترنم باناشيد الماضي الجميل وتتعبد في محرابه , ففقد الانتماءوالحب لهذه المنظومة المعطوبة وبات يحلم بهجر هذا الهيكل المتاَكل في صمت والهروب من السفينة الغارقة تاركا اياها خالصة للأشباح ومن هنا تصاب كل النظم بالعقم000

ايه ياعم الكلام

الكبيرده؟

ماشي.. خلونا في العلاج والمستشفيات وقرفهم..ولنرجع لبداية المأساة...0

والبداية عند الغلبان المتهم دوما والذي يطلق عليه في المراجع اسم (طبيب الامتياز) . فبعد ان يفني هذا الامور ست سنوات من عمره في حفظ واستذكار معلومات كئيبة بطبعها من ملخصات ومذكرات الاستاذ الدكتور(ياسر الفكهاني)لانها الاسرع والانجز في اداء الامتحان الموضوع غالبا لقياس سرعة الاداء بين الممتحنين وكل ماتكتب اكتر فرصتك في الفوز تكتر وقد تدخل السحب الكبير على النيابات والوظائف وانت وحظك لوخربشت الورقة الكسبانة... وتطلع النتيجة, وزغرتي ياأم أشرف والبقية في حياتك ياعمور وأهم حاجة انك عملت اللي عليك والمهم انك تتعلم في الامتياز بتاعك

واَه .... وداوني بالتي كانت هي الداء .. فلو كنت محظوظا وقضيت امتيازك في الجامعة تجد انك مضطر يوميا للاصطباح بوش نائب كئيب ومتوحش حالف ليطلع ايمانك لان الدكتور رئيس القسم اهانه مرة اخرى وقال له انه حمار ومعفن.. وعندما تدخل ياعزيزي على النائب (وهو لازال تحت تأثير البنج من صدمة رئيس القسم) تدخل عليه مختالا بالبالطو الذي بذلت امك فيه جهدا مضنيا لازالة اثار كيماويات وصبغات معمل المايكروبيولوجي لو كانت هذه هي اخر مرة شوهدت فيها ترتدي البالطو لأن حضرتك لم تكن تحضر الراوندات في السنوات الاكلينيكية وكنت تؤدي الامتحانات العملي ببالطو زميلك الغارق في الدماء .. تدخل عليه سعادتك وابتسامة بريئة اقرب الى العبط تتراقص على شفتيك قائلا في ود :امتياز جديد يابيه.. يرفع لحظتهاعينيه اليك كذئب جريح ولسان حاله يقول انت شرفت.. وبدون ان يرد السلام يأخذك من يدك الى غرفة ضيقة عليها مكتبين وامامك العديد من الاوراق المفروض ان يتم ملئها ويقول لك بلامبالاة احترفها من طول عشرته لرئيسه اللطيف:

يلا شييت الحالات دي.. 0

يعني يعمل شييت عدم المؤاخذة ..يعني الحالة تدخل عليه ويبتدي يسألها اسئلة مثل.. اسمك.. يبتشتغل ايه .. بتشرب سجاير؟ ليه كدة ياكلب..الحالة جتلك من امتى؟..حد في العيلة زيك كدة ولا انت لوحدك..حملتي كام مرة ياحاجة؟..ايه ده انتي ماكنتيش بتنظمي..نهار ابوكي غامق عندك ضغط او سكر..طب احلف...الخ من اسئلة مملة الغرض منها ملأ الشييت اولا واخيرا وطبعا يستحيل ان النايب يضيع وقته السمين في هذا الهراء ومثل هذه الاعمال الوضيعة تترك للناس الوضيعة..ماتزعلش.. واهو كله يهون عشان رضا النايب اللي ممكن بمذكرة صغيرة يوصي باعادتك للترم لانك غير متعاون وغير منتظم في الحضور وماتربيتش اساسا..اوعى تعمل مشاكل مع النايب لان النواب احباب الله.. 0

كل ده ياحلو طبعا غير نوبتجيات المستشفى اللي المفروض تنتظر فيها داخل القسم لمدة تتراوح من 6الى 12 ساعة..حسب الظروف تراقب المرضى وتفيتلهم(اي تقوم بقياس النبض والضغط والحرارة)عشان انت افضل واحد يصلح لهذه المهام التعيسة ..ولو لاقدر الله حدث مكروه لاي مريض اتصل فورا بالنائب واوعى تمد ايدك ليقطعهالك..فالمريض ياعزيزي مسؤلية النائب وعهدته وفي الاوقات الهادئة لامانع ان تحضر نتيجة التحليل من المعمل او تذهب بهذه العينة للمعمل وخليك جنبها لحد ماتظهر ولو كنت برما وسألت سؤالا علميا بريئا لنظر لك النائب نظرة مخيفة رادعة ولقال لك في برود : ماعندك تذاكر الحالات يااخي بص فيها واتعلم...0

هذا لوكنت محظوظا وقضيت امتيازك في الجامعة..اما لو كنت اكثر حظا وقضيته في مستشفيات وزارة الصحة فالامر مختلف تماما ..فالنائب هناك من ارق والطف خلق الله..ونفسه و منى عينه ان يعلمك ماينفع لتحمل عنه عبء العمل وضغطه..دعك من انك حر في الذهاب للقسم الذي تختار ولو سألت سؤالا .. الف من يجيبك واذا اردت معرفة نتيجة التحليل الخاص بمريض ما فانتظر انت هنا ياسعادة الباشا والعامل او الممرضة ستذهب لاحضار النتيجة من المعمل وانت جالس معنا كاللوردات...0

كل هذا جميل لكن المشكلة تكمن في كنه ماستتعلمه لان نائب الصحة لايفوقك علميا باكثر مايفوقك خبرة..سنة او سنتين على الاكثر تلك الخبرة التي كونها من نائب اكبر منه عندما كان في مثل سنك وبدأ يتعلم الاحتكاك العملي بالمرضى.. يخاف تارة ويتجرأ تارة لان النائب نصحه بأن (يدوس) في الحالات حتى يتعلم صنعة تنفعه..ولك ان تتخيل كم المعلومات الخاطئة والممارسات الطبية العشوائية التي يتوارثها صغار الاطباء نتيجة لهذا التعليم المسلوق وهكذا ينمو الخطأ مع نمو خبرة المتعلمين فهو ك (النيدو) تنمو معه الاجيال ..خذ عندك مثلا عندما جاءت الى احدى المستشفيات حالة لرضيع يسعل ويرفض الرضاعة ..بنت عمرها عدة ايام لا أكثر. فحصها النائب النبيه بالسماعة مرتين ثم مال على اهلها البسطاء وقال بلهجة توحي بالاسى والتعاطف العميق: الحالة دي ماأقدرش اقولكوا اكتر من انها بتحتضر..اقعدوا بيها في البيت واوعوا تخرجوا بيها... ربنا يعوض عليكوا ..وألف سلامة عليها..!!!. والله العظيم هذا حصل فعلا في احدى مستشفيات الصحة بالجيزة, والى الان لا أحد يعرف - حتى النائب نفسه - ماهي طبيعة الحالة الخطيرة التي دعته لالقاء هذه القنبلة في وجه الاهل؟..وماهي الفحوصات التي طلبها لتدلل على صحة تشخيصه الدقيق؟..وبعدين ياخويا ايه حكاية الف سلامة عليها دي؟!..بلاش ياعم ..واحد زميل عايز يخيط مصاب في جرح قطعي بالذراع..بسيطة..لكن الجرح كان غائراوعلى مايبدو تسبب في قطع شريان وربما بعض الاربطة..هذه الحالة عادة يتعامل معها جراح الاوعية الدموية لتدارك الشريان الممزق واعادة الاربطة.. صاحبنا المتحمس لم يلحظ حكاية الشريان ..لكن حمى لم طرفي الجرح بالابرة والخيط اصابته وهو يدرك تماما الاحساس الساحر الذي ينتاب الجراح الممسك بالابرة ويستعد لاختراق الجلد وتنجيد الزبون..بس ياعم..وحلف صاحبنا ان احدا لن يعمل في هذه (الحتة) سواه..وطبعا بعد تقفيل الجلد..لم يتوقف النزيف وهناك كلكوعة سخيفة تزداد في الحجم اسفل الخياطة ..لكن صاحبنا اتبع قاعدة لاتسألوا عن أشياء ان تبد لكم تسؤكم..وكتب العلاج للمصاب والف سلامة ياحاج..طبعا جاء الحاج بعد بضعة ايام وقد تسللت الغرغرينا الى اطراف اصابعه وهو يسب ويلعن!!!.0

هناك بالطبع حكاية البحث عن الزائدة ..عندما يدخل المريض ..ويتم تخديره وبعد شق البطن يقضي الجراح وقتا مريرا في البحث عن تلك الزائدة الدودية الابية..هي راحت فين بنت ال..وهنا يتطوع المساعد و(يلغوص)في احشاء المريض بحثا عن الزائدة المأفونة ثم يتدخل طاقم التمريض لنجدة الجراح والمساعد..ثم يأتي طبيب التخدير لنجدة الدكاترة والتمريض ثم يأتي العامل في النهاية لنجدة الجميع..طبعا لم يجدها احد لانها ازيلت في عملية سابقة وان الحالة كانت داخلة تعمل اللوز..قال يعني حتى ماحدش شاف اثر لعملية الزايدة السابقة على بطن المريض..اما عن جرعات الادوية الخاطئة للأطفال فحدث ولا حرج..فالاطفال بالذات تجرى لهم عمليات حسابية حتى لاتزيد الجرعة عن حد معين بالنسبة لوزن الطفل لكن الطريقة الكلاسيكية الجاهلية في العلاج تختزل تلك العمليات الى المعادلة الاّتية : لو كان المريض بالغا يأخذ الامبول كاملا ..لو كان المريض عيل ياخذ نصف الامبول فقط..قس على هذا ملاعق الدواء التي تنقسم الى معلقة الشاي للطفل ومعلقة الشوربة لللطخ البالغ..ولا عزاء للحساب..مش مشكلة دي ياسيدي عديها, سيبك من حكاية ابر الخياطة التي تعد مصدرا ممتازا للاصابة بالالتهاب الكبدي الوبائي..طبعا هذا الموضوع اهمال اكثر منه جهل لان الكل يعرف لكنه يتفنن في الاستهبال حتى لاتفضح المستشفى بانها تنشر العدوى ومن ستر مؤمنا في الدنيا ستره الله يوم القيامة..!!. 0

هذه مجرد امثلة لما يحدث في مستشفياتنا مع رصدها من مرحلة مبكرة ..مرحلة الطبيب في بدايته مع المنظومة العلاجية, والخطأ والاهمال الجسيم الذي نصرخ من انتشاره المفزع على صحفنا واذاعاتنا وقنواتنا المرئية ماهو الا نتيجة طبيعية لما بني على باطل..ابحث في الاصول..وفتش عن الامتياز..والمسؤلين عن الامتياز.. كبداية على الاقل.........بس خلاص...

;