أيها الزائر قبري .... أتل ماخط امامك

Tuesday, December 05, 2006

دعوة للثورة .. بين قوسين , وربنا انا زهقت

هذه التدوينة مافيهاش اي فن ... كتبتها خبط لزق من وحي القرف ... حسيت بالرغبة في الفضفضة
___________________________________
زهقت من التدوينات الطويلة التي اكتبها على مراحل , ربما على مدار اسبوعين حسب الانشغال ثم اسبوع اخر للسنتفة والحنتفة والاخراج والذي منه ... بجد هذه التدوينات ترهقني ... خايف التدوينة تقتصر على مجموعة قصص متعاصة ببعض الواقع الشخصي .... رغبة طارئة في ان اكتب عن نفسي تجتاحني اليوم ... رغم اني قليلا ما افعلها
معلهش اسمحولي اتثاءب واطقطق عمودي الفقري المتمرد .... تككك ... تكتكتك ... طراخ... تمام كدة
زهقت من كثرة الجدال مع الناس ... تصور انه ممتع جدا في بعض الاحيان ان توافق الناس على مفاهيمهم الغلط (من وجهة نظرك على الأقل) ... وتوافق وتوافق , وتظل توافق وتؤيد وتستحلب اليقين المضاد الذي ترفضه في قرارة نفسك لأنك تعبان ومنهك وتتمنى تنهي زجاجة البيبس في تلك الجلسة المنيلة بسلام
زهقت من عادة الاعلام ... الجواني والبراني واللي بالي بالك ... عادة الفرقعة المفاجئة , اللغط الذي يجيدون استثماره , التسخين على النار , ثم ينتهي الموضوع فجأة لأن امرا اخر قد اقتحم الكادر .... نفسي نتجاهل الاعلام تماما لمدة يومين بدون مشاركة أو متابعة ولو من باب العند فيه ... صدقوني , هايموتوا ويقعوا لوحدهم ... وربما ترحل الوجوه الشائخة والأفكار المملة فجأة .. بالجلطة أو بالذبحة ... ونكون قد حققنا انجازا فريدا في حياتنا الكئيبة تلك
زهقت من كلمة اننا شعب متدين بطبعه ... شعب متدين لأنه يلعن الممثلات والراقصات مع انه يتابعهم بنهم على الفضائيات , يكره الملابس العارية لدرجة انه يستمتع بانتزاعها من على الاجساد الحية بحجة انها لمومسات مستباحات, يقدس الشرف والنزاهة والأمانة وقادر باحتراف على اعادة تسمية الرشوة والمحسوبية والتدليس والسفالة الى مسميات جديدة اخف وطأة , يحج ويعتمر في اوقات الفراغ (يمكن هواية) ... ويعز الكيف والممنوع زي نن عينيه .... شعب متدين الأفكار , وسخ التعاملات , قذر التنفيذ
زهقت من جهاز الكمبيوتر الذي لابد يضرب وتعيد انزال الويندوز والتطبيقات الاساساية ... مع العلم بأنك ستعيد نفس الكرّة كمان اسبوعين
زهقت من محاولات فرض الرقابة الذاتية التي احاول بها كبح اغرب الافكار والخواطر التي تردني باستمرار ... مش عارف والله خايف من ايه بالظبط ... ومتى يتحول كل المخزون الاسود بداخلي الى طز عملاقة مربكة ؟
زهقت من تناول اغلب الموضوعات بسخرية .. في التدوين .. في البيت ... في العمل ... في كل الحياة ... مع انه اسلوب ناجح ومفضل ... بفكر اتركه (وغالبا سأفشل) ولو من باب التغيير ياأخي ... ايه دة؟
زهقت من عدم قدرتي على الانتظام في متابعة التدوين والمدونين ( الحبايب منهم , والزوار , والذين اكتشفهم صدفة) ... حفار القبور دة عايز علقة جامدة عشان يتعدل , لكنه غالبا مش هايتعدل لأنه مش بيده حاجة اصلا
زهقت من قالب المدونة الاسود .. وصورة البرفيل الغريبة ... بس خايف اغيرهم مش عارف ليه برضه؟
زهقت من التصريحات , والاخبار , والاعلانات , والأغاتي , وعروض المحمول , والنت البطيء , (والسريع وحياتك) , والأفلام , والكتب ..... و...و..و
اخذ نفسا عميقا .... حد يكبّر في ودني .... وحّد الله في قلبك ياأبو لوزة
انا زهقت من الارهاق ... وارهقت من كتر الزهق .... كنت ناوي اشعل ثورة عامة على الحكم ( ليه نظام البلد مافيهوش نظام فورمات أو زرار ريستارت أو حتى نعمل كويك لود من اخر محاولة عدلة عملناها في حياتنا؟) .... ... ياخسارة , تعبت قبل ماأتكلم عن نفسي , أو أكمل ثورتي ... استراحة قصيرة يمكن بكرة أكون احسن
ولنستكمل الثورة في يوم اخر

Sunday, November 12, 2006

لاأحد ينام في العناية المركزة

لماذا أحب البالطو الأبيض المفتوح؟
لأنه يعطي - كما اعتقد - انطباعا للمحيطين بأنك طبيب محنك مفترس لاوقت لديه للتزرير وممارسة باقي تفاهات المستجدين ... ربما لأني بطبعي اكره غلاة التأنق والحنتفة ... وذاك الهاجس المستمر بأن القميص غير مستقر في البنطال ... وانه غادره الى براح العالم بعد صراع مستمر في المواصلات والطوابير اليومية
سؤال قفز الى ذهني عندما رمقني الاستشاري العظيم بنظرة لائمة على البالطو المفتوح باستهتار كاشفا عن قميص مدلى خارج البنطال الجينز بحرية ... لسان حاله يقول .. ليس هذا بطبيب , انما هو بلطجي مخضرم
اقفل البالطو .... انت دكتور مش عربجي
تعلمت بعد فترة وجيزة من بدء عملي ان اكره العناية المركزة ... احساس داهم بأنه ذاك المكان الذي يقضي به المريض بعض الوقت البائس لينتقل بعد ذلك بنجاح مطلق من العناية المركزة الى العناية الالهية
علل ... يفقد الطبيب مع الوقت حساسيته تجاه الموت ؟
ربما هو مرض التعود ... ان المرضى يأتون ويذهبون ... والناس ستموت بلاتوقف الى يوم الدين ... لم يحتفظ مريض معين بذكرى خاصة تجعله مميزا؟... ويجعل المك عليه ذا معنى ... انما حزنك الاساسي هو حزن المقامر على فرسه الذي خسر السباق ... حزن عملي صلب ووقح الى حد ما ... صدمة العالم في نتائج تجربته الفاشلة التي يعلم ان غيرها ينتظره في اطراف المعمل
اعتقد ان مشاعر الصدمة لدى الموت تختفي بهدوء ... ويحل محلها خبرة ناشفة تسمح بالانقاذ المتجرد من اللوعة البشرية العادية ... وان كنت ارتبك عندما يسألني اهل مريض عن حالته المتردية وعيونهم تنبض بأمل زائف .. أمل قضى عليه تماما انعاش قلبي فاشل أو موت حتمي بجذع المخ ... امل لازال راضخا لدراما تلفزيونية عبيطة
لو الاربعة وعشرين ساعة الجايين عدوا على خير حياته هاتبقى في خطر
ربما جملة من هذا القبيل ... لا .. لاأملك بعد تلك الجرأة لمصارحة ذوي المريض بالوقائع الأليمة ... لا احتمل بكاءهم وصراخهم من خلف باب اقامتي المغلق ... عويلهم اشد وقعا من جثة باردة ملفوفة بملاءة بيضاء صادمة تنتظر في الممر انتهائي من كتابة تقرير الوفاة
انسى قليلا هواجسي عندما يلتهمني الاخصائي ... خلصت المرور ولا لسة ؟ .. يلا نشييت الحالات دي... ؟ طب اكتب انت التقرير دة ... سرير 5 ضغطه لسة عالي ليه ؟ ... مافيش كنبة في الاستراحة ... أمال احنا هاننام فين؟ ... وهو من امتى كنا بنعرف ننام في العناية يابيه؟
يستوقفه السرير السابع ... مالداعي الملح لاحتجاز حالة نزلة شعبية يمكن علاجها منزليا ؟ ... لغط وهمسات بين الاخصائي والتمريض ليعلم ان السرير السابع هو سرير الرجل المهم ... ربما قريب من اقارب المهمّين ... (باعتبار ان كلمة المهمّين كلمة كافية وافية معبرة عن سلطة جارفة تتمتع بحقوق فوق العادة لاتمنح في الاحوال الاخرى كما ورد في عبد المجيد الصحاح) ... بدليل زيارات في غير الأوقات المسموحة والاتصالات الكثيرة والمرور المكثف من اطباء لاتعرفهم لكنهم على مايبدو استشاريين فطاحل على علاقات واسعة بمسئولي اجهزة الدولة الداخلية الحساسة ... يناسبني ان اتجنب هذا السرير تماما ... فاخرين يموتون (وغالبا سيموتون) ... بحاجة الى الوقت الجاد بعيدا عن واحد لايعجبه ان(شخشخة) صدره اثناء الكحة لاتروق لمسمع المدام
اتعلم ؟.. ربما صرت اكره العناية المركزة لأن الأمور لاتسوء فيها الا اذا كنت بحاجة ماسة للنوم
يرن جرس الهاتف ... الاستقبال كالعادة يعلن عن حالة بحاجة للعناية المركزة .... لابد من نزول احدهم ... وبعد عشر دقائق كاملة تقتحم النقالة باب العناية بجلبة متوقعة وصراخ ملتاع يخمده قليلا باب العناية وقد التقى مصراعيه ... هناك بعض الكلفتة المتوقعة ... كأنبوبة حنجرية نزعت من فم المريض بعد تثبيت مهمل وكانيولا مسدودة عقيمة.. ونقص حاد بالمعلومات عن الحالة التي لاتعرف عنها اكثر من كونها حادثة بالطريق السريع ... مع اشتباه بكسر بقاع الجمجمة .. كانت فتاة بالعشرينات لم تخفف الدماء المتجلطة على وجهها من جمال ملامحها
كالعادة ... يتعامل التمريض بسرعة في تمزيق الملابس بالمشرط وتعليق المحاليل وتثبيت اقطاب جهاز رسم القلب ريثما ينتهي الطبيب من تثبيت الأنبوبة الحنجرية وملاحقة المونيتور المتوتر ... هذه المريضة ستحتاج في الغالب لجهاز الصدمات الكهربائية ... امسكت باقطاب الجهاز المشحون وثبتتها على صدر المريضة قبل أن القي بنظرة امل اخيرة على المونيتور ... صحت بالجميع ان يبتعدوا ... وافرغت الشحنة ..... 0
__________________________
البالطو ياعربجي ... 0
صياح مألوف لكنه يأتي من عالم بعيد ... صدمة عنيفة اجتاحتني كأنها تمسك بعضلة قلبي بجنون وتعتصره قبل أن يختفي الوجود ... هل انا أموت ؟ ... افتح عيني لأجدني ممدا بجوار النقالة ... أين ذهب التمريض والأطباء والمسعف الغلبان؟!! ... ماالأمر؟ ..... غرفة العناية نفسها خالية من المرضى الا من فتاة العشرينات الجميلة ونور ازرق خفيف يحيط بالجدران
نهضت ببطء لألقي نظرة على المكان لأجد الفتاة مستلقية وحية كأحسن مايكون ... بملابسها السليمة وبدون اقطاب أواسلاك أو محاليل
اشارت للبالطو المفتوح باسمة وقالت برقة
مش تخلي بالك يادكتور ؟
نظرت للباطو قبل أن افهم .... ان البالطو المفتوح باهمال والمتدلي ليلامس النقالة المعدنية قد استقبل الصدمة الكهربائية التي انتقلت اليه عبر الألياف الصناعية التي تحفل بها خامته الرديئة .... تلك كانت صدمة كهربائية التي كانت تخلع قلبي
صوت عجيب من خارج العالم يصيح
هية المشرحة ناقصة قتلى؟
نظرت للفتاة ولم ارد ... ماموقعنا بالضبط من خريطة الحياة ؟
الباب منين؟
كذا صحت قبل أن ترد هي بصوت باك
ارجوك لاتتركني وحدي ؟ ... انا اخاف اللون الازرق والبرودة وكل الاشياء الداكنة في هذا العالم الجديد .... كم مرة تركت مريضك بعد ان مات ؟ ... اتحسبه لايشعر ؟ .... اتحسبه همد بلا الام أو مخاوف؟ اتحسبهم في نوم ابدي ازرق ... يالقسوتك .... تنتظر مريضك الثاني ولم تبرد دماء الأول بعد .... انهم يلتفون حولك يادكتور ينتظرون يدا دافئة لن تشعر ببرودة عالمهم الصامت .... الم ترهم قبلا؟
لماذا سكتّ ولم اجيب ؟ .... أي هلوسة تلك التي احياها ؟ .... لماذا تركتها هكذا دون كلمة أو لمسة مطمئنة .... أم أنني بالفعل قد احترفت الوفاة؟
تواصل وهي تمد يدها برجاء نحوي
اكنت بحاجة لصدمة كي ترى ؟ ..... ان الشحنة التي مرت عبر قلبينا كانت واحدة ... لقد شعرت للحظة تماما ماشعرت به انا ... هل ستعود مرة اخرى ؟ ... هل ستتركني وحدي في هذا العالم ؟ .... ارجوك .... انا اخاف البرودة
صوت خافت اقرب لباب يفتح ثم يغلق ...التفت حولي لأجد رجل السرير السابع المهم يتلفت حوله في خوف ثم ينظر لي ببعض الرجاء المقنّع ببقايا كبرياء المهمّين المقيتة .... اراه في طرف الغرفة يقبع مستكينا , واتذكر يوم دخل العناية في ضوضاء عظيمة مع حاشية مدججة بالمحمول واللاسلكي
انهم يتركون خلفهم جلبة هائلة مع انهم يدخلون هنا في صمت عجيب
انظر للفتاة ... ربما احترقنا قبل أن تنطفيء شعلتنا و صرنا مع الوقت اشكالا عبيطة جامدة كبقايا الشمع الذائب
يعني خلاص يادكتور .... ؟
خلاص ياماما
كم مرة لطمتني تلك الجملة من أم ملتاعة , أو اخ مفجوع ... يحاول عبثا ان يفهم ان روح العزيز الصاخبة قد انتقلت مع اخر انفاسه الى فضاء العناية .... ربما تشكو الغرفة من الازدحام ... من بقايا ارواح لم نعد نراها ... ولم نعد نستشعر معنى لجملة (البقاء لله) الروتينية التي نتلوها على مسامع المكلومين ...
اقتربت يدها جدا ... أوشكت ان تلمسني وانا شبه مغيب عن العالم .... بدأت اشكال كثيرة تظهر في جو الغرفة , بعضها مألوف ... وبعضها لااذكره .... كانوا يدنون ببطء وعلى وجوههم نظرة امل لم ادر سببها .... لكني عرفت اين اكون .... غرفة مزدحمة بأرواح نسيتها ... نسيتها عندما احترفت روتين الموت والعزاء ... روتين التقارير التي تحرص على كتابتها وتقفيلها بجودة عالية تحميك من المسئولية
خلاص يادكتور
شعرت بصدمة مألوفة ترجني من جديد ... تلك القبضة المميتة التي تهز اعماق روحك ..اخر مارأيته كان ايد ممدودة ووجوه باسمة ... ارتفعت في سماء الغرفة التي بدأت تتحول للاظلام التام ... ثم مشاهد متعاقبة سريعة من سقف ابيض مألوف , وشاشة مونيتور .. وجهاز صدمات , وبقايا سرنجات مبعثرة في الفضاء الداكن ونقطة دم في الخلفية تتضخم تدريجيا لتغطي الموجودات
خلاص ياجماعة ... رجع اهو
بدأت الاضاءة المؤلمة تغزو عيني لأجدني ملقى على سرير بالعناية وطاقم الانقاذ يتنهد براحة والاستشاري العملاق ينظر لي لائما
مبسوط ... ابقى لمّ البالطو ياعربجي
جمل اخرى سريعة لم اميزها متبادلة بينه وبين التمريض ... القي نظرة على الفتاة , وجدت الملاءة البيضاء تحتوي جسدها بالكامل
خلاص ياماما
ربما لم تكن هلوسة كاملة ... لكني ولأول مرة منذ فترة اعلم ان مريضا ما قد يترك لديك ذكرى خاصة ... لم تكن تلك فرس سباق خاسر أو تجربة فاشلة نعبر عنها بحيادية باردة عندما نتكلم عن ( الحالة اللي دخلت) و (الحالة اللي ماتت) و (سرير 7 نفسه مش حلو) 0
بالمناسبة .... لقد مات صاحب السرير السابع المهم ... مات في نفس التوقيت الذي كنت غائبا فيه عن العالم
أنا أخاف البرودة
ربما لم تكن هلوسة حقا
لكني تعلمت الا اكره العناية الى هذا الحد قدر ماأكره برودتها ... واعلم ان اخرين لاأراهم يعانون من برودتها واضاءتها الخافتة نوعا
تعلمت ان احكم غلق النوافذ ... وان احترف الحزن واحترم صراخ البائسين خارج ابواب العناية
تعلمت ألا أكره العناية تماما ... وان كنت الى الان , أعجز عن النوم فيها
تعلمت الا اعطي ظهري لغرفة فقدت فيها مريضا ... وتعلمت ان اردد داخلي ...0
يمكنك اليوم الا تخاف
اغلقوا العيون ... احكموا الملاءة ... وارخوا الستائر
فبامكان المونيتور الان أن يستريح
_________________
ارجوك .... لا تتركني ثانية

Thursday, October 12, 2006

حكايات من مستشفى أبو جهل التعليمي 3

الحلقة الثالثة
جعلوني نائبا
فقرة اعلانية .... احصل على المجموعة الكاملة للمسلسل ... حاليا على أقراص دي في دي .. الحلقات 1 و 2
سئل ابو جهل يوما عن أشد الاسئلة احراجا للطبيب الورور الأمور في مقتبل حياته الوظيفية ...فقال هو سؤاله عن مهنته , لأنه عندما يجيب في خفوت يمزقه سعال الارتباك قائلا دكتور ... يكون السؤال الحتمي القادم هو ... دكتور في ايه؟
انه التخصص ياعزيزي اّرثر ... 0
يحلم الطبيب الخريج (بعد نهاية مرحلة الاحلام الوردية بنيابة في مستشفيات الجامعة ) بنيابة والسلام تحمل هويته الجديدة بعيدا عن تلطيش السادة المفتشين في الأرياف بالوحدات الصحية ... وتمر عليه شهور وأعوام وهو لايزال في مرحلة الممارس العام التي سنصطلح على تسميتها هنا بمرحلة ( حمامة بتاع مصلحة التليفونات) ... لأنه كثير النقمة والزوغان , متلهفا على اعلانات النيابات والزمالة والتعيين لهفة العوانس الكسيحات على العدل , لذا تجده دائم التنطيط داخل أروقة الوزارة بين مكاتب السادة الغير مسئولين , دائم التوتر , تميزه بشنطته السمراء الكئيبة المعلقة على كتفه وذقنه النصف نامية ونظرة الشباب المعقدين نفسيا الحالمين بيوتوبيا لاتجيء ... ويزداد القرف والنقمة وتضمحل علاقته بالطب المحترم المذكور في الكتب أو الوارد في مسلسل اي . ار الشهير ... وبين يوم وليلة تضع عليه وزارة الصحة لاصقا ابيض كتب عليه اسم التخصص الذي سيقضي صاحبنا عمره في سبر اغواره وتعلم فنونه وفك مغالقه ورش دواخله ان أمكن ... كما قلنا سابقا .. تلك هي النيابة يااّرثر ( سنلاحظ أن اّرثر هو المشاهد الوحيد لتلك الحلقة على مايبدو) 0
عندما يتسلم حمامة بتاع مصلحة التليفونات نيابته العزيزة
وقد تكون غير عزيزة اطلاقا ... فقد يلبس نيابة في تخصص لايطيقه , أو مكان لايبغاه ... مش طايقاه يابابا ... لكن بابا الحمش لايرحم الفرافير ... وهنا لايجد حمامة بدا سوى التسليم بالواقع واستلام النيابة عن يد وهم صاغرون ... ويكون ذلك من أول و أهم التنازلات التي يقدمها في حياته العملية والتي ستتلوها تنازلات اخرى مخيفة في المستقبل ... وتصبح تلك أول قطعة ملابس يخلعها مترددا قبل أن يعتاد الاستربتيز الحياتي المعتاد
تجيء ثاني التنازلات عندما يستقبله مدير مقر عمله الجديد بابتسامة طامعة لاشك فيها ونظرة شبق مخيفة في عينيه عندما يجد رقما جديدا يضاف لعمالة المستشفى يمكنه الاضلاع باستقبال الحوادث في المخروبة التي تعاني عجزا رهيبا في أطباء الاستقبال كثيري التزويغ ... وتجده يقبل تلك النوبتجيات في خنوع عجيب ... لاحظ أن مهمة الاستقبال هي عينها مهمته الاثيرة العتيقة في طب الارياف ( وكل تخصص وانت طيب) بعيدا عن أن طب الطواريء يفترض ( أقول يفترض ) أن يكون أمرا محترما كما هو الحال في العالم المتحضر .... ورغم ذلك سيتحمل حمامة في صمت نوبتجيات الاستقبال الباردة مقابل أن يرى ولو للحظة الاخصائي الكبير المهم الذي سيعلمه أصول الصنعة التي استلم نيابته من أجلها
حكاية الطبيب الرابض والاخصائي المختفي
والاخصائي عزيزي اّرثر هو ذلك الرجل الغامض الحاصل على درجة الماجستير في تخصصه بعد أن أدى فترة نيابته وقام بتسجيل الدراسات العليا ... انه الرجل المهم الذي يأتي (أو لايأتي) اياما معلومة في الاسبوع .. وتتقدم به الأيام حتى يرد الى أرذل العمر ليكون استشاريا نعسانا عظيم الكرش ... 0
يكتشف النائب الغلبان أن مرحلة التعليم قد انتهت منذ زمن , وان سبيلك الوحيد للتقدم المهني على مسئوليتك الشخصية ... تعلم العلم واقرأ ... وعندما يحين موعد التسجيل ترتد مرة اخرى الى طور الشرنقة للالمام بالمحتوى الأكادمي لتخصصك ... دون احتكاك عملي حقيقي بالمرضى تحت اشراف الخبير ... ودون كلمة نافعة من الاخصائي الخطير (والذي مر بنفس اطوار التحول ونال شهادته العليا دون توظيف حقيقي لها , ودون تطبيق مفيد للمرضى.. انها فقط تلك اللوحة المهمة التي تزين عيادته الخاصة ) .... ويكتشف النائب أنه يتعلم بأسوأ طريقة ممكنة عندما يرتبط الأمر بصحة الانسان .. طريقة .... 0
trial and error
ويتمزق البائس بين لوم الضمير , ورغبته الحقيقة في التعلم , والكبرياء التي تتعاظم لتبرر أخطاءه الفادحة امام الجميع (وهو تقريبا الأمر الوحيد الذي يتعلمه من الاخصائي المتعجرف الجريء) فالطبيب منزه ولايمكن أن يخطيء , خاصة امام أهالي المرضى المتربصين , وهذا هو الدرع الوحيد الذي يحميك من شكهم , ومطاويهم , وسبابهم الحانق الرنان ... وتجد نفسك قد احترفت الجرأة واللسان الطويل ... وعندما يتساءل الجميع حولك عن انحدار مستوى الصحة , وعن حريق المسارح , وعن العبارات الغارقة , وعن القطارات الشاردة , وعن الانة في الفودافون .. تنسى أن الأمور تتدهور عندما نتوقف عن ملاحظتها , وتتوقف عن الملاحظة عندما تصدق المبررات التي اعتدت تلاوتها على الاخرين ... مسألة اقتناع داخلي ليس الا ... الا ترى؟!!! .. انك تتحول بنجاح الى الاخصائي المختفي الذي يبحث عنه الجميع
لكن لاتبك يااّرثر فلايزال هناك دوما ابوابا خلفية للهروب
الزائر ... والعدوى ... وفرعون الذي طغى
ولكي ينقذ حمامة مايمكن انقاذه , يسعى خلال فترة تسجيله للدراسات العليا الى الحصول على فترة كطبيب زائر بمستشفيات الجامعة ( أي يحصل على نيابة بالجامعة يدفع من أجلها وطبعا دون الحصول على راتب ) ... فالجامعة هي المكان الوحيد الذي يتعلم فيه النواب بالجزمة ... دعك من مزايا النائب الزائر المحتك بالاساتذة المشرفين على امتحاناته ورسالته , فيصير وجهه مألوفا لديهم ... سيحصل حمامة بالمال على فرصته الكاملة في التعلم ونيل الشهادة الكبيرة التي طالما دعت له والدته الحاجّة لنيلها
يحتك حمامة داخل أروقة الجامعة بالنائب الكبير (أو النائب السنيور بلغة الدكاترة) ... ويصبح حمامة هنا نائبا جنيور (بنفس اللغة البائسة) ... أي مرمطون القسم المنحني للجميع ... كله يهون في سبيل الشهادة الكبيرة... مباشرة العيادة الخارجية, تسجيل دخول الحالات , مرور على الأقسام , تعنيف متوسط اللهجة من السنيور ,كتابة التذاكر , مناكفة الممرضات اللبط , ثم نصف ساعة فسحة يقضيها في الحمام للتدخين والعياط , مرور مرة اخرى لأن زيادة الخير خيرين , صراع مع زملائه الجنيور الاخرين على الحالات (وغالبا يخسر هذا الصراع لأنه ليس ابن المكان .. انما هو زائر معفن) , حوار مع دكاترة الامتياز المتطلعين له بانبهار ممتع مؤقت ينسفه النائب السنيور بكلمة غليظة مؤنبة يضحك لها حمامة بعصبية مداريا احراجه المبلل بالعرق , مرور مرة ثالثة لأن زيادة الخير بلا حدود,و...,و... 0
وهنا .. يدخل رئيس القسم الاسطوري ويقتحم الكادر ... يتجمد الزمن مؤقتا وتظهر حروف يابانية أسفل الشاشة كمشهد ظهور الوحش في مسلسل جرندايزر ... ثم تعود الحركة ببطء للرجل المهم المتهادي باستهتار والذي لايرى النواب الأبرياء .. مع أن النواب أحباب الله ... لكنه في القسم , الرجل الأعلى صوتا والأطول لسانا , انه يستمتع باهانة الجميع واحراجهم ... يجلس بمكتبه المكيف ويريح كتلته الهائلة على الكرسي المنتفخ العظيم ويشخط في نائب دخل خلفه يبغي الحصول على اجازة ... ثم يغلق عينيه كأنما يرتاح من رحلة كفاح طويلة .... يتخيل ماضيه الملون بالأبيض والاسود (كناية عن الفلاش باك ) منذ كان طالبا بالكلية يسكن احراش البلاد ويرتدي الملابس الرخيصة التي لاتتغير , يسير كفتاة مراهقة خجول ناظرا للأرض تفاديا للاحراج ... اصوات زملائه ولاد الناس المرتاحين , كلكسات سياراتهم الروشة , ضحكات زميلاته الفاتنات كثيرات الماكياج والعطر تصم اذنيه , يستشعر الضحكات الساخرة موجهة اليه , ويشعر ببرودة عجيبة تجتاحه وألم غامض في كتفه كلما امتلأت نفسه حزنا وأحس بالرثاء لنفسه ... كان يعيش دور الشاب المكافح المنطوي حتى النخاح ... دائم الحضور .. مرهق العينين ... حامل الملخصات والمحاضرات ... تقدمه العلمي ملحوظ ... لكن نقطة سوداء بدأت تنمو على استحياء في قلبه وتتضخم تدريجيا وهو يستشعر المهانة يوميا في نظرات الزملاء ... وعندما تخرج وفاز بوظيفة في الجامعة ... كان قد خرج بعقدة نفسية متوقعة صقلها تعامله مع اساتذته الكبار
المياه اللي مش ولابد .. التي تحدث عنها المرحوم السادات
تعلّم أن نظام الأستاذية والقيادة شبيه بسكان في عمارة واحدة .. يلقي الطابق الأخير بقمامته على الساكن الذي يليه , الذي يقذف قمامته بدوره على التالي له ...وتكون القمامة العظمى من نصيب المقيم بالدور الأرضي الذي يليقها بغل في وجه البواب ... انهم يجيدون تفريغ احقادهم القذرة لمرؤسيهم الذين يعيدون الكرة عندما تسنح لهم الفرصة ... دورة حياة كاملة مستمرة ... سلسة غير قابلة للكسر .... عدوى لاترحم أحدا ... وعندما يعتلي هؤلاء كراسي المناصب الوثيرة .. تتبخر ذكريات المعاناة , ولايتبقى سوى حوصلة سوداء كامنة بالقلب يستمتع باعتصارها في مقره المكيف
لاتحاول تحذير حمامة يااّرثر ... ان حمامة يعرف مكان الفيروس الكامن في تلك النفوس... وينتظر الاصابة به كالقدر ... كالمسيخ الدجال الذي سيظهر بلا شك قبل نهاية العالم , ورغم كل شيء ... ربما يشكل هذا وضعا افضل له من مستشفى أبو جهل التعليمي التي يعمل بها
ان حمامة لم يتغير بعد ... لكن المؤكد انه صار يكره مصلحة التليفونات
نعتذر عن التتر ... والفقرات الاعلانية ... والاذاعات الخارجية ... ونقطع الارسال مؤقتا لحين خروج ارثر من المصحة

Friday, September 01, 2006

النخلتين ... لما توعد

خلاص ... قررت كسر قشرة الروتين والمشاغل ونويت أوفي بالوعد الذي قطعته للعزيزة بعدك على بالي اللي أرسلت تاجا جميلا عن المدونين واللي بيدونوه ... راجعت النص الأصلي للأسئلة من مدونة أحلام ... وهي فكرة جيدة اذا كنا نتساءل عن جدوى التدوين وتعبئة أجولة الكاّبة والاحباط والأفكار العجيبة على أرفف المدونات , وتدريجيا يتحول الأمر الى عادة أو ادمان يقتحم روتينك ويعيد بناء شبكة معارفك وتواصلك مع اّخرين لم تكن تتخيل وجودهم , أو تتعايش معهم كما تفعل مع أصدقائك الموجودين في عالم الواقع
طريقة الأسئلة حسستني زي مايكون بيتعمل معي حوار من عمرو اديب أو محمود سعد أو على الجزيرة ... اسمحولي أتقمص شخصية جناب الكومندا المهم الذي يتناوب عليه المذيعين ... وبسم الله , نفتتح الحلقة
هل أنت راض عن مدونتك شكلا وموضوعا؟ (سؤال مليان تأنيب ومذيع الجزيرة بيقوله وهو مكشر) 0
بصراحة (أعتدل في الجلسة) المدونة مالهاش ذنب ... أنا فعليا غير راضي عن أدائي أنا كمدون ... الأمر الذي يتضمن الانتظام في الكتابة , الاخلاص في المتابعة ... يعني مشكلة ان اكتب بمعدل بطيء نسبيا رغم وجود حوافز كثيرة للكتابة وموضوعات أكثر للمشاركة والعرض , ومشكلة عقدة الذنب التي تنمو عندما تعجز عن استمرار التواصل ومتابعة الاّخرين ... المدونة نفسها أقول ايه عنها بس؟ قالب اسود واسم مهبب .. دة يرضي ربنا بالذمة؟
هل تعلم اسرتك الصغيرة بأمر مدونتك؟
والدتي فقط ... لحسن الحظ أنها لاتعرف سوى ان تفتح جهاز الكمبيوتر عن طريق الضغط على الزر المستدير الضخم في سرة الجهاز فيبدا الزمجرة ... عدم قدرتها على الوصول للمدونة يعطي براحا أكثر في الكتابة ... خصوصا كتابة السطر السابق
هل تجد حرجا في أن تخبر صديقا عن مدونتك ؟ هل تعتبرها أمرا خاصا بك؟ .. اتوترت كدة ليه
(أضحك بعصبية)اجد حرجا في أن أتكلم عن المدونات أساسا .. الناس في الشارع لاتسمع عنها أو تعتبرها مصطلحا جديدا وافدا لايثير الانتباه .. طبعا هي أمر خاص بي ... أرتاح لفكرة ان يقرأ لي اّرائي أناس لايعرفوني اصلا ... لأن معرفة الناس بك تدمر الكثير فيك وتوقعك مسبقا في فخ التنميط والمصادرة (يعني من يقرأ هنا قد تروقه بعض الأمور التي قد يرفضها أو يسخر منها اذا وردت على لساني لمجرد معرفته الشخصية بي ) ... انها الهالة المقدسة لذلك (الشخص الغامض الذي يكتب على النت) .... صديق أو اثنان فقط أعلمتهم بأمر المدونة طمعا في ضمهم لصفوف المدونين
هل تسببت المدونات في تغيير ايجابي لأفكارك ؟ وضح اجابتك بالرسم
استفدت جدا مسألة قبول الاّخرين ... رغم اختلافي مع منهجهم أو اّرائهم ... منهج التعصب والجمود مرفوض لأنه نابع من غرور شخصي واعتداد قد يكون غير مبرر بالنفس .... أغرب الاّراء والمواقف احب سماعها ومحاولة تفهمها دون السعي لانتقاد الاّخرين ورفضهم دوما في محاولة بائسة للاحساس بأني افضل او أنني (أكثر منك مالا وأعز نفرا) .... طبعا تبدا المشاكل عندما أتحاور مع واحد من أصحاب توكيل الحقائق والأخلاق والدين ... بكلامهم الغليظ المليء بصيغة اخرس انت بقى اللعينة .. متهيألي حكاية الرسم دي صعبة شوية
هل تكتفى بفتح صفحات من يعقبون بردود فى مدونتك أم تسعى لاكتشاف المزيد؟
أحاول اكتشف المزيد ... لكن المشكلة كما قلت ... الاستمرار في المتابعة
ماذا يعنى لك عداد الزوار.. هل تهتم بوضعه فى مدونتك؟ (دي أكيد هالة سرحان) 0
في البداية وضعته على سبيل الموضة ... من المفيد أن يشعر الانسان أن معدل التوافد يتزايد ... لكن بعد ذلك نسيته تماما وظل العداد كوحمة بيضاء في ذيل الصفحة
هل حاولت تخيل شكل اصدقائك المدونين؟ اعترف (دة محقق من رعب الدولة شكله كدة) 0
دة أكيد ... لازم لما ييجي اسم لمدون ما (حتى لو مش صديق) أقوم فورا وبدون وعي بوضع معادل بصري للاسم ... ودة مع الوافدين الجدد ... فمن باب اولى أن يكون للأصدقاء طبعا ... وهوة دة اللي حصل بالضبط يافندم ... بس مش عارف أنا موفق في تصوراتي ولا لأ
هل ترى فائدة حقيقية للتدوين؟ .. اشرب العصير الأول (واضح انه قلب على محمود سعد جدا) 0
ر (اطفح العصير على بق واحد)هذا يتوقف على تعريفنا للفائدة ... هل هي منفعة شخصية للفرد (السعادة , التطهر , متعة المشاركة , رغبة أثيرة في الروشنة ) ... أم المنفعة العامة ( تغيير حقيقي للواقع , نشر أفكار ومباديء أو تنمية وعي معين أو تدمير معتقد فاسد , تحقيق اي مطالب شعبية عريضة عن طريق الضغط المستمر ) ... انا متأكد من مسألة المنفعة الفردية ... اما العامة ... فالمشكلة أننا - غالبا - نكلم بعضنا فيما اتفقنا عليه ونعيش لذة اجترار الأمور (يعني برضه قلبت بمنفعة شخصية) لاأقول مافيش فايدة , ولنذهب جميعا الى ترب الغفير ... لكن المحاولة نفسها محترمة ومطلوبة ... خاصة اذا كان نشاط التدوين في مصر يعتبر وليدا نسبيا (رغم مساحة الوعي العجيبة التي يلمسها الانسان من خلاله) 0
هل تشعر أن مجتمع المدونين مجتمع منفصل عن العالم المحيط بك أم متفاعل مع احداثه؟
انا اصلا اعرف الواقع وأتابعه من خلال المدونين وكتاباتهم ... يعني الجرايد ونشرات الأخبار تكون صدى لأمر عرفته هنا أولا ... حتى المدونات التي تبني العالم الافتراضي الجميل الخاص بها , حتى في خضم محاولاتها للهروب .. شديدة الاقتراب من الواقع ... لا .. لاأعتقد أنها منفصلة على الاطلاق
هل يزعجك وجود نقد بمدونتك ؟ أم تشعر انه ظاهرة صحية؟ (عمرو اديب على مايبدو) 0
نفس منهج تقبل الاّخر ...كيف أدعو لشيء وأرفضه اذا مسني ... احترامي لرأي الاّخرين أيا كان أعتبره جزءا أساسيا من احترامي لذاتي ... وهو ظاهرة صحية والا فان البديل الرسمي الصريح للنقد هو التسنيج
هل تخاف من بعض المدونات السياسية وتتحاشاها؟ هل صدمك اعتقال بعض المدونين؟
وليه أخافها؟ ... مسألة الاعتقال متوقعة لأي معارض عموما في بلدنا ... جت على المدونين؟
هل فكرت فى مصير مدونتك حال وفاتك؟
السؤال دة عجبني جدا ... يمكن أكتب قصة أو تدوينة عن هذا الأمر ... بس مافكرتش لسة ..اصلي بفكر في مصيرها وأنا لسة عايش أصلا وشكله مصير مش ولابد
آخر سؤال : تحب تسمع أغنية إيه- بلاش صيغة آمال فهمى دى - ما الاغنية التى تحب وضع اللينك الخاص بها فى مدونتك؟ (لأ بس هية الست اّمال فهمي فعلا ) 0
ماليش في الأغاني الصراحة ... ممكن مقطوعة لوسمحتي ؟ .. ميرسي جدا ... فيه مقطوعة جميلة اتعزفت في نهاية فيلم شفرة دافنشي .. الموسيقى للعبقري (هانز زيمر) ... الراجل دة مفتري عموما ... فيه كذلك تيمة قائمة شندلر للعظيم (جون ويليامز) ... ممكن برضه ... طب خلاص عشان وقت البرنامج
اكتب اسماء خمسة مدونين ليقوموا بهذا الاسقصاء بعدك
طب اجيب خمسة منين دلوقتي؟ ... نشوف وأرجو مايكونش حد من اللي هاقوله يكون عمله
حائر في دنيا الله , اياكش تولع , كلبوزة وسمباتيك , ابيتاف , شغف
يارب مايكسفوني .. نزل التتر يابني

Tuesday, August 08, 2006

سارة .. مانويلا ... المخدرات وصلت مصر


أشهد أن لا اله الا الله ... وأشهد أن محمدا رسول الله
وبعد طول انتظار ... وبعد صبر الأيام وسهر الليالي و حرب اطاليا ... تكرم سماحة القائد الأعلى وزير الصحة باعتماد نتيجة النيابات
الحمد لله
أتتني اخيرا نيابة التخدير المرجوة في القاهرة
وبعد أن تيبست المشاعر واهترأت الأعصاب وسالت الدموع والدماء على بلاط التكليف بالريف العفيف ... لازال بالمرء نفخة روح يمارس بها الحياة بعد أن ظل ممارسا عاما لعام كامل
انتهى عصر اللاهوية ... انتهى زمن البوسكوبان والكورتيجين ... واّلاف العيال الذين (يسترضون) و(يستنطقون) ويشكون من (اّلام بالمحاشم) ... يامحاشم الصدف
وداعا يامستشفى شلهوب العرس (بكسر العين وفتح الراء وضم الساقين) ... انا ذاهب للزحمة وعوادم السيارات وتذكرة المترو أم جنيه
الحمد لله تاني
المخدرات وصلت مصر يابن رشد .... المخدرات في أمان
______________________
لم نمت بعد .... يمكننا أن نبدأ من جديد

Monday, July 31, 2006

مهلبية ... حزب الله ... ردود مؤجلة ... وأشياء أخرى ... resurrection

تتقدم أسرة البلوج (أنا يعني بس باترسم) بخالص الشكر لكل الأخوة الهاربين من التربة (وغير الهاربين برضه) والذين شاركوني يتعليقاتهم ودعمهم في البوست السابق ... لم تتغير الدنيا بعد لكن مشاركتكم كانت كقبلة الحياة في الجسد الغريق ,أصبت بنزلة برد , و جرحت لساني, وجربت تذوق فتة الكوارع ... لكن لازلت حيا ...أحبكم و أحييكم جميعا وأهدي لكم أغنية كاظم الساهر في فيلم العقبة الكئود ..هوة دة ..أيوة دة ... الحب الحقيقي
___________________________
انتي رقيقة قوي ... بتفكريني بمدرب التايكوندو بتاعي (جملة قالها صديقي للفتاة التي يحبها ... الله يرحمه بقى) 0
___________________________
مش لابس البالطو ليه يادكتور ؟ ( قالها واحد معقد نفسيا من بتوع محاكم التفتيش على المستشفيات) 0
___________________________
أنا مش بتاع حلول ... يمكن أكتفي بالفضفضة والدعاء على الخاين وابن الحرام , اعتقد ان نجمع همومنا المشتركة في شوال واحد وندفنها سويا يعطي احساسا بالتطهر وأنك لست وحيدا في نفق مظلم ( ردا على العزيزة تمر حنة في البوست السابق ) 0
___________________________
موقف الحكومات العربية من حزب الله مفهوم وغير مدهش أو صادم ويتفق مع مانعرفه عن حكامنا من شجاعة ودعم وتعريض ... للقفا يعني .... بس أحيانا يكون سكوتهم أفضل .... عزيزي الحاكم .... اذا بليتم , فاستتروا ... وان لم تستح , فاصنع ماشئت
___________________________
وأنا قاعد .... الهوا رمى دي عليا (يمد يده بورقة) 0
دي ورقة جمع تكسب بتاعة الشمعدان
ماهو دة اللي الناس فاهماه
أمال معناها ايه ؟
جمع جنود ... تكسب المعركة
(حوار في عيادة الأمراض النفسية)
___________________________
لويز دي واحد صاحبي ... الله يرحمه ... ماشوفتيش فيلم الناصر صلاح الدين ؟ (ردا على اللي لسة بتتنفس ) 0
___________________________
أمال نتيجة النيابات امتى ؟ (بلهفة مغلفة بالوقار) 0
تعال أول الشهر (بلا مبالاة ) 0
هوة أنا بتاع الزبالة ياولية ؟
(حوار دار بيني وبين موظفة بوزارة الصحة ... طبعا قلت الجملة الأخيرة في سري هوة أنا اتهبلت ؟)
___________________________
بعد العديد من التدوينات اكتشفت اني لاأفهم في تصميم صفحات الويب وعاجز تماما عن وضع لنك صوت كما يفعل باقي خلق الله ... هاتساعدني .. هاتساعدني أروح مكان ممكن يعالجوني فيه؟
___________________________
قلبك جامد ؟ ... أعصابك حديد ...؟ لماذا اذا تنهار أمام صورة الأطفال الخارجين من تحت الأنقاض؟
___________________________
صفقوا أيها الأصدقاء ... لقد انتهت المهزلة ( بيتهوفن ... على فراش الموت ) 0
___________________________
لقد شفيت الاّن تماما (من فيلم ممنوع اسمه البرتقالة الاّلية ) 0

Tuesday, July 11, 2006

وهكذا سقطت لويز

بصراحة ...لاأعرف لم كتبت هذا البوست
____________________________
قال لي صاحبي وهو يحاورني
فيه ايه بالضبط في الدنيا؟ ... عالمي الصغير يتقلص و ينهار ببطء , الناس تتجمد مع الزمن ولايبقى في عيونها سوى نظرات خرساء غير واعية , كل متع الحياة تنتهي كطعم اللبانة المستهلكة فلايبقى منها سوى روتين ميكانيكي ماضغ بلا طعم
ليه اسبوعك القادم أسوأ من السابق؟ ... عملت ايه في سنواتك الماضية الخائبة؟ ... حياتك تمضي ببطء ممل بلا تغيير يذكر ... كأنك تحيا داخل أحداث مسلسل عيلة مرزوق الأبدي الخنيق ... أقعد هنا رايح فين؟ مايولع التليفون ... هو ليس لك على كل حال ... لم يعد أحد يتصل ... يمكن تكون نمرة غلط
اسمك مش موجود يابني
قالها لي مدرس ابتدائي يوما عندما هممت بركوب الأتوبيس المدرسي لبيتنا في أول أيامي الدراسية ... سرت يومها خلف طابور متصل ينتهي عند الأتوبيس ... كنت الوحيد الذي استوقفه المدرس سائلا عن اسمي ... وقال لي تلك الجملة اللعينة بعدما راجع السجل ... اسمك مش موجود ... وعندما كبرت , عرفت ان اسمي غير موجود في سجلات أخرى كثيرة ... سجل المحظوظين , سجل السعادة , سجل الحب , سجل الحياة
لم تفقد تواصلك مع الاّخرين ياممل ياخنقة ؟
العيب فيك طبعا ... لأ .. الدكتور قال أنا سليم وممكن أخلف .. بس أرجوك هات اسبرين للصداع ... مدمرني ... اخر اسبرينة خلصت والله بس انا موصي على علبتين لي ... تعال السبت الجاي ... حتى المسكنات خلصت ... وابراهيم عيسى اتمسك ... وعمرو سليم ساب الدستور ... وعبد الوهاب مطاوع مات من زمان ... ومن تحبها اختفت فجأة دون أن تعرف هي ان بقفا ما أحبها بصدق في صمت أعرج
اذا كان لابد وأن نتألم ... فمن العدل أن نستمتع بألمنا
واضح انك عيان وعندك ماسوشية عالية محترمة ... ومن منا ينكر لذة الألم الحارقة ؟ مرحبا بالأورجازم الجديد ... ووداعا للأحلام والحياة الحلوة وحب الشباب بالمرة ... مع الماسوشيزم المفتري لاداعي للقلق
الرؤية غير واضحة قليلا ... انها دموعك ياأمال ... امسحيها بتلك الخرقة المبللة ودعينا نرقص التويست ثانية ... ألا تعجبك الرقصة؟ ... ياخسارة ..أمال مشلولة وصماء لاتسمع الموسيقى ... وانت اسمك مش موجود معانا ... اتفضل برة ... والله عندك حق .. حتى الواحد ينام بدري لأن عنده شغل بكرة
تنام صريعا كمحموم ... الحياة مظلمة , لكنك في عمق غيبوبتك بدأت ترى هلاوس من عوالم أخرى فيها اناس ظرفاء متفهمين وأطفال نظاف يضحكون ويغنون كالملائكة ..لا ألم ... لا بكاء ... وسيدات رشيقات يتكلمن ببساطة دون عجرفة او خيلاء ... رجال أمن يبتسمون مشجعين ويحيوك في احترام ...لاتوجد سجلات مقرفة هنا , ولاتوجد ضوضاء ... فالصوت الوحيد المسموح به هو موسيقى بيتهوفن بسمفونيته السادسة الريفية ... السجائر ممنوعة ... والمشروبات لذيذة ... والمفارش نظيفة بيضاء كقلب البكر الساذجة ... وعشب أخضر مهذب ... ورجل عجوز يجلس وحيدا في الركن ... لكنه سعيد .. تهرع اليه لتقبل رأسه الطيب فتجده يشبهك جدا ... ربما يكون انت بعد سنين من الاّن ... محمولك يرن باستمرار من اصدقائك المقربين والمبعدين كذلك ... ترفعه لترد فتكتشف انه جرس المنبه وان الصباح قد اتى وانت غارق في الأحلام
لاتبتئس ياصاحبي ... فقط حافظ على عقلك من التشرد وعلى أفكارك من الضياع والانحراف .. وكما قالوا ... الأفكار لها أجنحة ... لأ ... الأفكار مالهاش أجنحة .. أولويز هو اللي له ... ضحك بهستريا ودارت يده باحثة عن الحشيشة الممتازة التي يطّعم بها لياليه الحزينة ... وبدأ يستعير طبقة صوت حسن مصطفى في العيال كبرت ... قوللي ياخويا كلام أهبل من اللي بتقروهم في الكتب ... اكلمك في ماذا ايضا ... الصراع اليومي الممل ... الجدال والزعيق عمال على بطال ... الألفاظ الرديئة والأفكار الغبية ... الحب الفاشل والأعزب الجالس ينتظر نصيبه من الدفء ... صحيح ياأخي ... وكما غنت أصالة في فيلم القلب الشجاع ... عشق الروح مالوش اّخر لكن عشق الجسد واجب
أضاف بعد صمت قليل حكمته المفضلة لهذا اليوم ... الدنيا بسكوتة كبيرة , فتحتها بحثا عن السعادة فوجدت ورقة مكتوب فيها , حظ أوفر المرة القادمة
قم ياجدع ... احلق ذقنك واستحم ... بغض النظر عن ان الذقن ستنمو مرة اخرى والعرق كالقدر لامفر منه ... جبر التكرار ... حاجة تزهّق ... حاسس كما لو كنا ممثلين توزعت علينا الأدوار في مسرحية طويلة مملة ... واستغرقنا في حفظ الأدوار بانتظار المخرج لرسم الحركة ... وظللنا ننتظر وننتظر حتى نسينا مانحن بصدده وصار الدور المسرحي حياة جديدة كاملة ... أنا اكره هذه الرواية ... أنا عايز دور البطل ... لن أكون جوقة بعد اليوم ...احمرت عيناه بفعل الدخان وبدأ يشيح بيديه في جنون ... الدور بتاعي صغير أوي ... بكرر ورا الواد الجان وخلاص ... وواقف مكاني لاأتحرك ... ماحدش هايشوفني ع الخشبة .... بكى وبدأ يتقيأ ... ثم قال غاضبا من بين دموعه ... مابتصفقوش ليه ياولاد الوسخة ... فن دة ولا مش فن ... أم لابد من الأفيشات الضخمة الملطخة بالأسماء الكبيرة الخدّاعة .. فبتم تصدقون اللعبة أيها العمي الصغار ... ؟ ... لو كان كلامي مسبوقا بالاسم الشهير و اللقب الخطير لصفقتم كالقرود ايها المغفلين ولدبجتم المقالات العريضة التي تسبّح بحمد موهبتي ... تصدقون ماتريدون تصديقه ... اشربوا اذا من هذا النفس الأخير ... ولا بلاش .. أنا أولى
كانت عيناه تنفجران من الغضب والدموع ... وضع قرصا في مشغل الاسطوانات لتدور سمفونية بيتهوفن السادسة ... ولدقائق غرقت الغرفة في صوت الناي الخشبي المنبعث من السماعة بينما هو يحرك يديه في حكمة لقيادة الأوركسترا الوهمية المحيطة به
هاهم الرعاة يخرجون ليوم جديد ... البلابل مغردة وصوت هاديء ينساب بنعومة من الجدول المجاور وفلاحات جميلات يسرن كالأوز في جماعات ويتبادلن احاديث ممتعة وابتسامات عذبة ... يبدو يوما مشرقا جميلا ... رباه ... أما زال في العالم شيء بهذا النقاء ؟ شيء لم يتلوث بعد بالصراخ والات التنبيه والدخان الأزرق والأسود ... فلنتحلق عند الجدول ولننتظر تجمع السحب لنغني جميعا الكل يغرد حتى الأطفال على العشب النضر المبلل في حياء بينما تنعكس عليه أشعة الشمس في شروق مبهج لايقل جماله يوما ..أيها الأعزاء ... أنا قادم اليكم يوما ... لن أحتاج الى دعوة او سجل كئيب يضم اسمي ثانية ... ارى اذرعكم مفتوحة في ود , ماأجملكم ... لن انتظر نهاية السمفونية ... انا قادم بعد الكريشندو .... امسح دموعك , ورد التحية , وهلم بنا الاّن
فهم في مكان ما .... ينتظرون
وعندما انتهت السمفونية أخيرا ... وجدت نفسي وحيدا مذهولا في الغرفة ... احدق في المراّة , وأبكي كطفل

Monday, July 03, 2006

ياترى يقصد ايه؟

كثيرا ماتستفزني حكاية تصدير الاّيات القراّنية على المحال والدكاكين عمال على بطال ربما للتدليل على نزعة ايمانية عميقة و ترك انطباع لدى الزباين بان (احنا شغالين على مية بيضة ياأستاذ) ... أو ربما طمعا في بعض البركة , أو جايز على سبيل الموضة والعوم مع التيار ... كل شيء جايز
أفهم أن أجد دكانا للفاكهة يضع اّية .. (وفاكهة ممايتخيرون) 0
أستوعب أن محلا للدواجن يضع على الجدران القيشاني لوحة للاّية (ولحم طير مما يشتهون ) 0
أتوقع وجود محل ملابس يضع اّية (ولباسا يواري سوءاتهم) 0
أضحك أمام لوحة لمرشح ما يصدّر الاّية ( ان ينصركم الله فلا غالب لكم) 0
استسلم تماما للكولدير المكتوب عليه (وجعلنا من الماء كل شيء حي) 0
اتعجب عندما اجد مطعما للفول والطعمية كتب داخله (انهم فتية اّمنوا بربهم وزدناهم هدى) 0
الشيء الذي يغيظ حقا أن تجد كشكا أخضر مجهول الهوية , في منطقة شبه مهجورة .. و مكتوب عليه بخط واضح (فأغشيناهم فهم لايبصرون) !!!!؟ 0

Friday, June 16, 2006

شيء من الخوخ

حكى لي صديق يوما عن فيلم تدور أحداثه في قرية فرنسية عن كاتب تخصص في الروايات الجنسية الأبيحة , ظل الأهالي يتابعون اصداراته في حماس حتى قام عليه التيار المحافظ في القرية لحبسه ومنعه من الكتابة .. لكنه بدأ يتفنن في ابتداع وسائل للكتابة وتسريب الروايات من سجنه , وعندما وصل للمرحلة التي عجز فيها حتى عن الكتابة بدمه بدأ يحكي الروايات شفاهة للسجين بالزنزانة المجاورة, الذي ينقلها للذي يليه , ثم الذي يليه , وهكذا حتى تصل للمحبوس في أطراف السجن الذي ينقلها بدوره للفتاة المنتظرة خارج نافذته والمعجبة بفن السجين الأديب و تنقلها هي الى أهل القرية المنتظرين
كانت القصص المنقولة تتعرض لتحريف مستمر من فم لاّخر ... فكل مستمع كان يضيف اليها أحداثا وأوصافا تتفق مع خيالاته وثقافته المشوهة وفهمه الضحل حتى تصل القصة المنقولة على لسان العامة الى شيء متطور مختلف تماما عن النص الأصلي للمؤلف السجين
بغض النظر عن قصة الفيلم ونهايته وهدفه أصلا في الحياة (لاأعتقد أنه يرمي الى أن الجنس سيد الأخلاق) .. لكن حكاية نقل الروايات شفويا وتحريفها من فم لاّخر جذبت انتباهي الى ممارسات عامة في تفكيرنا والرغبة الملحة في اضافة البهارات الفكرية وعصير التجارب الى الخبر البكر المجرد ... ياساتر احنا بنتكلم زي بتوع النيل الثقافية كدة ليه؟
تعال نلعب لعبة صغيرة على مدار البوست بغض النظرعن أي علاقة لها بالموضوع
كانت ضربة القوات الجوية المفاجئة هي مفتاح النصر في حرب أكتوبر
هل تفهم ذلك الاحساس الذي يدفعك الى كب سلطانية الملح على السبانخ الماسخة؟ ... هل نحن نمارس أمرا شبيها على تفاصيل حياتنا باعتبارها عديمة المذاق .. ونبروز الأمور المهلهلة عديمة الوضوح على اعتبار اننا مصابين بقصر نظر مزمن .. عندما تحكي للبعض حادثا تجده طريفا .. حادث عادي ... نظرة الغباء والاستخفاف على وجوه مستمعيك والسخرية التي سيسحقونك بها في نهاية حكايتك تؤكد أنه أمر خال من الدهشة .. وتدفعك في الوقت نفسه الى تضخيم بعض الأمور , واختلاق وقائع جديدة يدعمها بحثك المضني عن الافيه الذي سينجدك في نهاية المطاف من تهمة السماجة
صنعت قواتنا الجوية بقيادة الرئيس حسني مبارك نصرا مجيد في أكتوبر 73
عندما عرض فيلم مملكة الجنة ... انقسمت الاّراء حوله كالعادة حتى منذ عرض اعلاناته ... وكان ضمن المعارضين المتحمسين من يقول في وعيد بينما الزبد يسيل من شدقيه ( شوية ملح ع الكلام اشمعنى أنا) 0
ياعم بيقولك صلاح الدين شال الصليب من على الأرض وباسه ... الناس دول ولاد كلب
وطبعا صاحبنا لم يكن قد رأى الفيلم أصلا ..ومن راّه يعرف أن صلاح الدين رفع الصليب المرمي أرضا ووضعه باحترام ... من أين أتت تلك القبلة المزعومة اذا؟ ... لاشيء سوى نظرية المؤامرة والتربص الجماعي الحميم
كان نصر أكتوبر بفضل القيادة الحكيمة للرئيس البطل محمد حسني مبارك
صحيح ... لاأحد يحب التورتة سادة بدون كريزة حمراء في مركزها وبعض الخوخ أوالشوكولاتة على الأركان.. امتزاج في الطعم والألوان يفتح النفس قليلا ... لكن تخيل كمّ الاضافات التي تطمس معالم الحقائق في حياتنا فنتقبل الحواشي باعتبارها الأصل .. ثم اننا بطبعنا نمقت التجريد . وتفكيك الاشياء الى أصولها ,والحقيقة العارية , وعلم التشريح , والأسلوب المكلكع الذي اكتب به الاّن
الرئيس مبارك ... بطل الحرب والسلام
الاضافات المتراكمة تصنع تدريجيا شيئا خطيرا ... فلنصنع صنما من تلك الصخور المنسية ... هذه الأصنام تقربنا لله ... هذا الصنم مبارك , فلنذبح أمامه عجلا ... اغفر لي ياالهي واقبل ذبيحتي .... صلّ ياولدي في حضرة المبارك ... ويكبر الولد .. ويبدأ بدوره في اضافة الخل والثوم لتلك السلطة ... اغفر لي أيها المبارك ... هذا المبارك قد شاخ ويحتاج للتطوير .. اليّ بالأزميل ... هكذا أفضل ... لنطلق عليه اسما (والا فكيف يكلمه بذمتكم؟) ... زلقم يبدو مناسبا ... ويصير زلقم اله القرية أو طوطم القبيلة أو روح الأجداد التي تحرسنا في هذا العالم الوسخ
الرئيس مبارك ... بطل الحرب والسلام , مؤسس مصر الحديثة , الأب والانسان
مرحبا بك الاّن في عالم الفانتازيا المتواضع الذي بدأنا بخلقه بكلمة بسيطة مع بعض التحابيش المضافة على مراحل حتى لاتفسد الطبخة ... انت لاترى الزهرة تتفتح أو الجثة تتحلل ... انك ذو ذاكرة كسولة لاتعي أكثر من ساعات مضت أو أيام على أفضل تقدير .. من قال أننا نشاهد رسم الأعوام والقرون على وجه التاريخ ... من قال أننا نشاهد اًصنامنا وهي تتعاظم لتصبح حقيقة نكون لها أول الساجدين ... هل تسمع هذا الهتاف ؟ ... هل تسمع الهراء الذي نردده ليل نهار دون سأم؟
نحن أبناء الحضارة ... اللهم أهلك أحفاد القردة والخنازير .... ان فاتك الميري ... بالروح بالدم ... الحجاب طريق الجنة .... جامعية جميلة ومثقفة وتقدس الحياة الزوجية .... الا رسول الله ... بالروح بالدم ...سمعة مصر .... مبارك بطل الحرب والسلام لتولستوي ...بالروح بالدم ... أخوك الكبير ياولد ... كاتبة الشعر دة لمين يابنت الكلب ؟ .... روح يابني اتوضى واسمع شريط لعمرو خالد .... بالروح بالدم ... مصادرة كتب الجماعة المحظورة ... السلام خيار استراتيجي ... لأ أنا عايزك تخش كلية الطب .... نورت مصر .... بالروح بالدم ... من لمصر غير سيادتكم ؟ .... اخرس انت , ازاي تجاوب من غير اذن؟ ... أنا مابسلمش ع الرجالة ... وهمة دول رجالة ياأختي ؟ ... بالروح بالدم ... محدش يتصرف من دماغه ... برجاء اتباع توجيهات سيادته بعد سماع الصفارة ...بالروح بالدم ..أخي النائب ... لاترفع حذاءك في وجه الزملاء ... لاتؤجل موافقة اليوم الى الغد .... واغسل يديك قبل الشجب وبعده
_______________________________
اننا لانراه يحدث ... انه ينمو حولنا ... ببطء
_______________________________
أين ذهب النور؟
لقد أخذوه معهم
من هم؟
لاأدري .... فلم أعد أرى

Sunday, June 04, 2006

حتى داري دخلتها الفتنة

وأتاني التاج هذه المرة من المدونة العزيزة أحلام
ربنا يستر ... فلم أدخل لجنة امتحان شفوي منذ فترة
افتح أقرب كتاب اليك , على الصفحة 18 , سطر 4
from a muiltitude of possible dangers during surgery . some of these dangers are unique to the operating room
عدم المؤاخذة .. دة كتاب تخدير
مد ذراعك اليسرى قدر ماتستطيع
دي مسألة ضمير بقة .. ع العموم أهو , دة اّخري
مااّخر ماشاهدته على التلفزيون
xxxالمشاهد الأخيرة من فيلم
يانهار أسود مش قصدي ... أقصد فيلم تريبل اكس .. مش عارف أي جزء .. علاقتي بالتلفزيون رديئة مؤخرا على كل حال .. أعتقد كان على قناة أفلام من بتوع الوصلة ... بس تريبل اكس والله مش حاجة تانية
بدون أن تسترق النظر , تكهن كم الساعة
01:50 pm
والاّن ..كم الساعة فعلا
02:31 pm
باستثناء صوت الكمبيوتر .. أي صوت تسمع؟
كلاكسات وصوت زغاريد بالشارع ... واضح انه عزاء
متى خرجت من المنزل للمرة الأخيرة ؟ ماذا كنت تفعل؟
امبارح بالليل ... موعد مع بعض من رفاق السوء الذين افتقدتهم مؤخرا (حفنة عيال لايتصلون الا كل اسبوعين) 0
قبل مباشرتك هذه الأسئلة أي موقع كنت تتصفح؟
والله هو الواحد بيصطبح بالمدونات في الأول ... عندما لاأجد رغبة في التدوين أو التعليق أو حتى القراءة ساعات انتقل الى موقع بص وطل أو موقع الأفلام لكني أفضل في الغالب جوجل للبحث عن أي بلوة مؤرقة
ماذا ترتدي الاّن؟
قميص أصفر مقلّم ... وبنطلون ترينج اسود (مالهومش أي علاقة ببعض .. أصلي في البيت)
0
هل حلمت ليلة أمس؟
أكيد بس مش فاكر الحلم ... اّخر حلم فاكره كنت عايز أجيب فيه فطير من السيبر !! لكن رجل السيبر عندما راّني أخفى (البونات) وقال أن الفطير خلص فخرجت من عنده حزينا ليطاردني رجل مجنون على دراجة وكانت كل منافذ الهرب مسدودة بشرائط زرقاء ... حلم مهبب وغريب لأني كنت فعلا عايز فطير
متى اّخر مرة ضحكت؟
من 5 ثواني لما افتكرت الحلم اللي فات
ماذا فوق جدران الغرفة حيث تجلس؟
كشاف نيون لزوم الطواريء ومراّة بخاف أبص فيها
هل لاحظت شيئا غريبا مؤخرا؟
اّه ... لاحظت أن الألفاظ النابية والعبارات الأبيحة التي أسمعها في الشارع تؤلمني جدا .. مع أني كثيرا أستخدم نفس الألفاظ من باب الهزار
مارأيك في هذا الاختبار؟
لذيذ ... لابأس به خالص
مااّخر فيلم شاهدته؟
v for vendetta
اذا أصبحت فاحش الثراء فماذا تشتري؟
أعين نص المبلغ في البنك (ماحدش ضامن الظروف) ... والنص التاني أجيب بيه احدث كمبيوتر واشتري عربية بسواق (احنا لسة هانسوق) و ام بي ثري بلاير ... ويمكن اتجنن واتجوز
أخبرني شيئا أجهله عنك
انا عصبي جدا .. بخاف الناس تشوفني في فورة غضب
اذا كان بامكانك تغيير شيء واحد في العالم بغض النظر عن المعاصي والسياسة فماذا تختار؟
لا معاصي ولا سياسة!!؟ ممكن أغير كارت الشاشة دة أسهل ... لا بجد .. نفسي أشيل خلية الغرور والعتزاز الزائد بالنفس عند الناس ... العالم يتقبل بعضه دون عقد وعصبيات ... شوية نضج مش أكتر
لو كان وليدك الأول فتاة فماذا تسميها؟
مريم أو منى (أي حاجة فيها ميم)
0
لو كان وليدك الأول صبيا فماذا تسميه؟
سراج ... بس يمكن الاسم مايعجبش المدام ... خليها هي تختار
هل تفكر يوما في العيش بالخارج؟
كتير والله ... بس الواحد عنده مرض اسمه
home sickness
ماذا تتصور أن يقول لك الله عندما تقف بين يديه ؟
خايف يقوللي اني ممن ضل سعيهم في الحياة الدنيا ... احتمال مخيف لكنه قائم ... ربنا يستر
أربعة أشخاص تمرر لهم الدور
ميندونا , اياكش تولع , ميشيل حنا , بعدك على بالي

Friday, May 26, 2006

متلازمة مابعد الرواية ... ايه العنوان المكلكع دة؟

وأخيرا بعد صراع طويل مع المرض .. والنوبتجيات .. وروتانا سينما التي تمنعك تماما من أن تغمض عينيك ... أنهيت رواية شفرة دافنشي
ربما تعد الرواية من أمتع الأعمال التي قد تقرأها في حياتك ... الأسلوب , الأحداث المثيرة , والكم الغير طبيعي من المعلومات الفنية والتاريخية , والمضمون المثير للجدل .... لكن بعيدا عن الاعتراضات العنيفة على ماتؤكده الرواية والشد والجذب بين المؤيد والمعارض ... فالعمل نفسه ممتع .. ممتع الى أقصى الحدود
لاأعتقد أن الفيلم المعروض حاليا بالخارج والذي يستقبل بفتور مبرر ... سيكون على نفس المستوى
لم أتعجب من منع الفيلم بدور العرض المصرية (عادتنا ولا هانشتريها؟) ... مادمنا أنصار مبدأ منع القلاقل واللّبش (الفيلم لم يعرض على الرقابة أساسا) ... شيء مضحك أن يمنعوا فيلما سيشاهده من يشاء .. بالذوق أو بالتسريب والسيديهات في هذا العصر المفتوح ... اّخر فيلم منعته الرقابة على ماأذكر كان
matrix reloaded
الذي تعد مصر هي الدولة الوحيدة في العالم التي منعته لنحقق سبقا مميزا فريدا مسجلا على صفحات الويب (رغم سماحهم بعرضه بعدين .. بس المهم انهم اعترضوا..ماتحبكهاش ياأخي) ... وأسألوا موقع الأفلام
والله وعملوها الرجالة
بعيدا عن الرقابة والأفلام والصراعات والقرف اياه ... جرب تقرا الرواية (ياسلام لو شغلت موسيقى الفيلم في الخلفية .. جو رهيب يامعلم) ... واستمتع وعيش حياتك رغم أنف الرقيب الحمش .. ورغم قرف الحياة ... ورغم أنف روتانا سينما بالمرة

Saturday, May 20, 2006

ياريت تسهلها لي شوية ياأستاذ طارق

تلقيت دعوة بالبلوج السريع من ميشيل الغارق في مسنقعات الفحم للاجابة عن السؤال العويص والكاس الداير
امتى أحس اني بحب الحياة؟
والله هو سؤال صعب خصوصا لواحد من اللي بيحسوا باثم السعادة .. بس بعد تفكير ... خليني أسرد بدون ترتيب
لما ألاقي ناس مبسوطين وأعرف اني كنت السبب في انبساطهم
لما اسمع موتزارت في فيلم اصلاحية شاوشانك .. وأشوف المساجين مسحورين أمام الميكروفونات (ساعات بحس اني عايز أعيط وأحس يالتطهر ... مشيها حب للحياة برضه) 0
لما أدخل البلوج بتاعي وألاقي فيه 7 تعليقات مرة واحدة وأنا كنت نايم في العسل , أو لما ألاقي بلوجر ضايفني في قائمة مدوناته المفضلة
لما أحس ان ربنا راضي عني و أبقى مصلي كل الصلوات في الجامع .. بلاقي الحياة ماشية بسلاسة في الاتجاه المرغوب (بس الأكيد اني هاتوحل تاني وأرجع أكتئب لما أنغمس في حب الحياة) 0
لما اليوم يعدي وأنا اكتسبت فيه مهارة جديدة أو معلومة وألاقي حد بيبتسم ويقوللي ... انت كويس يافلان وبتتعلم بسرعة
لما شخص عزيز يتصل بي وقد خطرت على باله فجأة بعد شهور (ياسلام بقى لو قعدت معاه ع الكوفي شوب ومعايا شوكولاتة مورو وكانز بيبسي ... معقولة ياجدعان!!؟ ... الجنة ممكنة على الأرض؟ ) 0
لما مريض غلبان يدعيلي لمجرد اني ابتسمت في وشه وعاملته كانسان وطبطبت عليه (أمال فين الدكتور اللي بياكل العيانين؟) 0
bear share لما برنامج
يبقى شغال ومش قافلين عليه من السايبر كالعادة ,
الجديدة soundtracks فرصة بقى أنزل فيها كل ال
لما أكون مروّح من نوبتجية طويلة أكون خلالها ريحت العيانين وكتبت علاجهم مظبوط ويجيلي منهم حد يتابع معايا
لما حد يفتكرني بسؤال من عينة ... أمتى تحس انك بتحب الحياة
ياريت أكون كملت العدد القانوني ... التفكير في الحاجات أحيانا بيبقى صعب
أورّط مين معايا في الأسئلة دي؟.... أورط مين ؟ ..... مين؟
أحمد شقير , اّدم المصري , حائر في دنيا الله , أحلام , السهرودي , اياكش تولع ... وكل اسم في قائمة الهاربين من التربة ولم يمر بهذا السؤال المدوحس

Wednesday, May 10, 2006

مدينة الكلاب

مشكلة الذيل أنه يمنعك تماما من ارتداء أي ملابس داخلية أو الجلوس على كرسي بمساند أو الحفاظ على انتصاب قامتك , بل ويحرمك متعة النوم على ظهرك محملقا في السقف ... ورغم أنه يجبرك على لفه حول خصرك مع ارتداء بنطلون أكبر بقياسين ... لكني بدأت أخيرا أتكيف على هذا الوضع الفريد
(من مذكرات مسئول حالي)
____________________________
لا أذكر اّخر مرة نزلت فيها الى الشارع
تعلم يقينا أن جلوسك في المنزل يعني أنقطاع مورد رزق .. وأيام طويلة من الغسيل والتنظيف وانتظار محصلي الفواتير والديانة في توتر وتزجية الوقت بالتلفاز والتهام البيض المقلي لأنك لاتجيد طهي شيء اّخر ... وعندما تتحدث الى نفسك يعيدك الى الواقع أصوات مخيفة من النباح
منذ أشهر .. حلت على مدينتنا الهادئة لعنة سعرانة من الكلاب .... اّلاف من الكلب ... مختلفة الألوان والملامح , وان اجتمعت على عقيدة واحدة ... عقيدة العض والزمجرة ... لاأحد يدري من أين أتت .... ظهرت الكلاب تدريجيا بأعداد محدودة كنا نغض عنها الطرف ... ثم بدأت تتزايد وتطاردنا يوميا بصورة غير محتملة أجبرتنا على لزوم البيوت
الكلاب تطارك في عملك ... في سفرك ... على مقهاك المفضل ... زياراتك العائلية ... في صلاتك ونسكك ومحياك ومماتك ... حتى التلفاز .... نعم ...لقد هجمت الكلاب على مذيع النشرة على الهواء وهبرت منه كتفا كاملا وقدمين ... انقطع الارسال ثم عاد لتؤكد مذيعة زميلة أن تلك كانت من دعابات القناة السخيفة وألا تخافوا ولاتحزنوا
لكن الدعابة انكشفت عندما ظهرت قوة أمنية جديدة تحت مسمى (قوات مكافحة الكلاب) ... وبدأوا يبثون أرقاما للاتصال في حالة الطواريء الكلابية الشديدة .. بالطبع أضيفت مبالغ أخرى لفاتورة التليفون أسموها (خدمة طواريء) وهم يحصلونها سواء استخدمتها أم لا
ومنذ أصبحنا بلا عمل ... صارت علاقتنا بالعالم محصورة في التليفون ... (بالطبع انتهت اسطورة المحمول عندما تخلى الناس عن نزول الشارع لشراء كروت الشحن ... ثم أن احدا لم يعد بحاجة الى الفشخرة بالبوليفونيك والألوان .. وانسى أن تجد فلان متغيبا فتطلبه على المحمول .. فهو بالمنزل دوما) لم تعد أرقام الفاتورة الفلكية تدهش أحدا ... تريد الشراء , تريد بيع مقتنياتك , تريد دفع فواتيرك وضرائبك وسحب جزء من رصيدك المتناقص بسرعة بالبنوك ... فاتصل عزيزي المواطن وسيصلك المندوب ذو اللباس المصفح فورا
ماحدّش بيموت من الجوع يادرويش
يقولها دوما ثروت جاري ... يقولون أنه جن بعد أن فقد ابنه ... يقولون أن الولد راح ضحية الكلاب لكن أحد لم ير جثته أو دراجته الجديدة .. يقولون .. يقولون ... دعهم يقولون .. الحقائق الثابتة أن ثروت فقد ابنه , وأن ثروت مجنون , وأن اسمي ليس درويش ... وأن منظر الدماء على الأسفلت يذهب العقل حقا
عزيزي المواطن .. الهاتف هو حياتك فلاتستخدمه سوى للشدائد
لذا ابتدع الغالبية من العاطلين أشكالا جديدة للعمل ... صار مندوبي المبيعات يعلنون بحماسة عن الصابون والملابس والأدوية وحتى التليفونات بالتليفون ... وشيكات تدخل الحسابات .. وفصل من الخدمة وطلبات اجازة وترقيات بالتليفون ... كله بالتليفون ... لن أتعجب لو ظهر دين جديد لعبادة التليفون بصفته منقذ العصر الحديث
لولا التليفون لهلكنا جميعا ..جوعا أو بأنياب الكلاب ... حتى اسألوا درويش
___________________________
هية ليلة سودة ياجدعان
وصلتني العبارة ممزوجة بطرقات هستيرية على باب مسكني .. كان هذا جاري زغلول النديم ... مدرس تاريخ سابق ومندوب مستحضرات تجميل حالي ... العديد من أصوات النهنة والبكاء والحوقلة والسب بالدين - معا - واضح انه أحضر عائلته جميعها ... عرفت منه أن الكلاب هجمت عليه من شباك المنور المفتوح سهوا ... وأشبعت من بالبيت عضا وخمشا ورعبا , كان بيتي من أقرب البيوت له ... لذا اتجه اليّ الجميع (مراته وبناته وابنه الصغير المتخلف) بحزمة المعلم
طب والتليفون ... أرقام الطوا... 0
الخطوط مقطوعة ... دة وقت مرقعة ياولاد (...) الكلب
قال الجملة الأخيرة ناظرا للتليفون بسخط ... ثم عبارات مختلطة من نوعية ( مش قلتلك يامرة ياوسخة تقفلي الشباك كويس) ... (يحرق أم دي عيش ) ... (ألاقيش عندك قطن وشاشا ياأستاذي) ... (التليفون شغال عندك مش كدة؟) .... جديدة تماما حكاية الكلاب الطائرة عبر المنور رأسا الى الشباك ... أكيد يقفزون من السطح ... هرعت لشباك المنور والبلكون وأحكمت اغلاق الشيش ... ثوان حتى سمعت دربكة شديدة من السقف مع بعض النباح والخنفرة السعرانة ... وأبواب تغلق بعنف ... وصويت نسائي سفنجوري الطراز ثم أقدام تتسابق متوترة على السلم المؤدي من الطابق الأعلى الى شقتي
يانهار مش فايت .. دة مافيش حرارة هنا كمان
طرقات حاسمة أخرى على الباب ... فتحت .. ذاك ابراهيم جاري الاّخر . وأشرف ابنه و أم أشرف ذات الحنجرة الممتازة ... لاداعي للشرح , واضح أن الكلاب اقتحمت شقتهم أيضا
ياجماعة .. الكلاب تأكل سلوك الكهرباء والتليفونات
يعني هانموت يابابا
بس يابن الكلب
شيء سخيف وعبثي أن يتعلق أملنا في النجاة بسلك نليفون ... أصوات النباح التي بدأنا نعتادها صارت مثيرة للرعب المرضي ... دخلت السيدات غرفة نومي .. وبقي الرجال معي في الصالة ... كابوس لعين وسيمضي ... سنعود جميعا لبيوتنا ... سنعود للعمل قريبا .. ستختفي الكلاب ... لن ندفع فاتورة الطواريء مرة أخرى ... خير ... خير ان شاء الله .... وهنا انقطعت الكهرباء
ماهي ناقصة أصلها
ياجدعان ... لازم نبلغ بتوع الطواريء
يعني هاييجوا بسرعة؟
موت يادرويش
الا بالحق ... الأستاذ ثروت .... 0
الله يرحمه ...مفضلش منه غير صباعين
دوى الصراخ من غرفتي ممزوجا بزجاج يتحطم فهرعنا تجاهها لنفاجأ بكلب أسود قابض على ذراع أم أشرف المربرب .. تكاتفنا لالقاء الكلب من النافذة المحطمة التي دخل منها قفزا عبر السطح المجاور غير اّبه للزجاج
لقد صارت الكلاب انتحارية المذهب .. صارت تهشم الزجاج أيضا
تليفون ياجدعان ... تليفون واحد
وحياة أمي هنموت
اتشهدوا ياولاد (...) الكلب
أنا معايا كارت ميناتل
أخرستنا عبارة أشرف ... لقد نسي الناس الرينجو والميناتل وأخواتهما منذ هجروا الشارع ... الكروت نفسها صارت كالعملات الأثرية ... لكن ربما لازال هناك أمل ... فقط لابد من مغامرة غير مأمونة لايجاد كابينة صالحة ... اتفقنا بعد جدل على نزولي وأشرف باعتبارنا أصغر الحضور سنا .. فليسترنا الرحمن
تسلحنا بسكينين ونزلنا كاللصوص ... لحسن الحظ أن أغلب الكلاب احتشدت على الأسطح لتجربة حظها في القفز عبر المناور ... الكابينة الأقرب على رأس الشارع كما أذكر ... الشارع شبه خال سوى من كلاب على مرمى البصر ... مائة متر بالضبط قبل الكابينة ... اقتربنا .. وكذا فعل كلب اّخر لوح له أشرف بالسكين ... لكنه انقض علينا .. أشرف يحاول التملص وتسديد طعنة مؤثرة بينما هرعت الى السماعة والأزرار ... لازالت الكابينة حية رغم التراب والنسيان
ألو ...خدمة الطواريء ... الحقونا
سمعت ضحكات ثم خنفرة غريبة جدا وصوت يقول في غلظة
اقفل الخط يا(..) أمك
أكان هناك صوت نباح ؟ .. ماذا يحدث هناك؟ ... جربت رقما اّخر ليأتيني نفس الرد وان اختلف مضمون السباب ... التفتت لأشرف متسائلا لأجد أعدادا لاحصر لها من الكلاب تحيط بنا
_________________________
ماحدش بيموت من العض يادرويش
_________________________
تعرف بالطبع تلك اللحظة التي ترى نفسك فيها (من خارج الحدث) دون ارادة أو سيطرة ... انه مجرد فيلم اّخر ... فيلم رأيت نفسي فيه أنحني لأمشي على أربع ... رسمت بعض الشراسة على ملامحي مع محاولة ساذجة من حنجرتي لاستحضار صوت نباح ... ثم هجمت على أشرف ... على سمانة ساقه تحديدا وأعملت فيها ضروسي متصنعا الوحشية ... لم أكن احتاج للتصنع فعلا ... ان الخوف قد جعل وحشا ينمو تحت الجلد ببطء ليخرج عندما تفقد قشرة مخك السيطرة على أفعالك .. الكلاب لاتعض الكلاب .. أعتقد هذا ... أفضل أن يروني كلبا اّخر والا فلا نجاة اليوم .. أشرف يحاول التملص مذعورا دون فهم ... بينما الكلاب جمدت لحظة قبل أن تأخذ قرارها , وهجمت على أشرف لتمزقه في لحظات ... الكارت لايزال في يدي ... بالتأكيد هو فيلم مجسم اّخر .... اندمجت وسطهم كزميل مسعور بانتظار فرصة سانحة للهرب .... يبدو أن مكمني وسط الكلاب صار أكثر أمانا من البيت
كانت خدمة الطواريء أونطة كبيرة ... صوت الخنفرة والنباح في التليفون أعلماني عن عمر طويل من الخدع والفواتير الوهمية التي دفعناها عن يد ونحن صاغرون ... يسقط التليفون الخائن ... لاصوت يعلو فوق صوت الخنفرة
يبدو أن وقتا طويلا سيمر قبل أن أتركهم ... يبدو أن النجاة ممكنة بدون التليفون ... ويبدو أن مصدر الرزق لم يعد مثارا للقلق , فلم يعد لحم البشر بهذا السوء
__________________________
يقولون أن اللعنة انتهت تدريجيا كما بدأت ... يقولون أن الكلاب ظلت تتناقص حتى اختفت .... وان لم تختف خدمة الطواريء من الفاتورة بعد ... لكننا بدأنا نعود للشارع ولحياتنا الطبيعية متناسين التليفونات التي احتكرت بقاءنا
يقولون أن التجارب العميقة تغير الناس ... أحيانا تكسبهم عادات غريبة ... , بل وربما أجساما غريبة ..أنا شخصيا صرت أكره الجلوس ... وأصبحت أعجز عن النوم على ظهري ... يضايقني الذيل كثيرا لأنه منتصب باستمرار ... لابد من تثبيته بحزام حول الخصر وارتداء بنطلون أو جلباب فضفاض يخفي تلك العورة الجديدة ... احتفظ بسرك لنفسك .. وحاول أن تحافظ على انتصاب قامتك
لن تندهش اذا رأيتني بجلباب , فالكل في مدينتنا صاروا يرتدون الجلابيب
__________________________
السيد الأستاذ المسئول... صاحب الجلافة... تحية مزعجة وبعد
الكلاب تأكل بعضها .. ان لم تجد ماتأكله
محسوبك .. درويش

Saturday, April 29, 2006

سور مدرسة البنات

كلمات عبيطة ع السور
جدار (1)
0
حسام (علامة قلب) رميساء .... تحته بشوية .... 0
ناجي (علامة قلب مغروز فيه سهم ) رميساء .... تحته بشوية تانيين .... 0
صلاح (قلبين في بعض وسهم) رميساء ... وتحت خالص ... 0
يوسف + رميساء = حمادة (الناس اللي بتجيب م الاّخر) 0
جدار (2) 0
مدرستي جميلة ... نظيفة ... متطورة .... منتجة
صورة لسيدة مبتسمة بثقة تحتها كلمة (ماما سوزان) 0
صور الأهرامات وبرج القاهرة مرسومة بسذاجة ومن بق أبو الهول تخرج كلمة ..(أنا الحضارة) 0
جدار (3) 0
فاضي تماما ... صباحا يحتكره بياع الخضار ... ويتحول مساءا الى مبولة رسمية للمزنوقين الحيارى (للجدار رائحة عجيبة هي مزيج من رائحة الورور الصابح , والنشادر .. الصابح برضه) 0
جدار (4) 0
ملصق مهتريء لمرشح لمجلس الشعب منذ 10 سنوات تقريبا وبخط مميز استشهاد بالاّية : (ومالنصر الا من عند الله) .. طب كان عامل دعاية ليه دة؟
أمك يارميساء مكتوبة بسبراي أحمر غلاوي ...وامضاء (حسام الجعر) 0 (...)
جدار (5) 0
ملصق متوسط الحجم .... (نحن فداك يارسول الله ) ... ستوديو عادل
فاكرين نكتة (ليفي) ينعى ولده ويصلح ساعات؟
جدار (6) 0
بخط عريض جدا ... ممنوع الكتابة على الحائط
___________________
على هامش التدوينة
اّسف مرة تانية لتأخري عن الرد أو التعليق أو حتى المرور على الجميع ... غصب عني والله ... أنا في أزمة اليومين دول ... ادعوا لي
;