أيها الزائر قبري .... أتل ماخط امامك

Saturday, December 20, 2008

الناس التانيين

هذا البوست ليس دعوة لشيء ... بقدر ماهو محاولة لفهمه

وليس لاغضاب أحد ... برغم اعتقادي أنه سيجلب الوبال على كاتبه

__________________________________

تأخرت كالعادة ولم تكن الأمور بيدي

هذه المرة ... كنت في السجن

__________________________________

قال لي الحسيني وهو يشعل سيجارته رقم 143 في حجرتنا المغلقة

لاأريد أن أكون بطيء الادراك ... لكنني بدأت أفقد احساسي بالزمن ... ولولا نفاذ سجائري لما شعرت بمرور الوقت

يمرر لي واحدة لكني صارحته بأنني من عشاق التدخين السلبي .. يتابع ببطء

أنا أخشى هؤلاء الموجودين بالخارج ... أخشاهم كالموت .... كالسرطان...كالكليوبترا الرديئة .... كعناكب أمريكا الجنوبية و أمواس الحلاقة المستعملة والعملاق الأصلع المخيف الذي شاهدته في فيلم السهرة ... أخشاهم .. وأعلم أنهم قادمون .. ولاأدري كيف أتفادى هذا أو أتعامل معه ...

صوت كعوب الأحذية والضحكات بالخارج تغزو عالمنا الباهت ... ولبعض الوقت .. عرفت أنه يمقتهم قبل أن يرى وجوههم

______________________________

الساعة 11 ونصف صباحا

انه ذلك الوقت الذي تسمح فيه لنفسك بتأمل العالم من خلف النافذة .. ومع أن نفسك مليئة بالحب والاشراق .. لكنك تحتاج أحيانا الى التسلح ببعض الكراهية .. والا ... فبم تفسر هذه النظرة التي ترمق بها الباعة المزعجين وسائقي الميكروباص السفلة من خلف الزجاج؟ .. أتراهم خبيثي النفس .. يتمنون الشر والأذى لأفندي متعلم نظيف مثلك.. ؟!!

يقولون أن العين تعشق كل جميل ... لكن المؤكد .. انها تكره كل غريب

_____________________________

الدخان من فم الحسيني يملأ المكان ... لكنه يمنح شعورا عجيبا ببعض الأمان لأنك لاتري مايحدث خلفه حقا

دوما كانوا يزعجونني ... كلمة (الناس) ... هذا الكيان ذو الثقل والغزو الشامل ... دوما كنت أتخيلهم مجموعة متداخلة من ذوي الشعر الأكرت والشوارب الضخمة الخشنة ... بعيون متسعة ..,وأفواه لاتغلق .. وقدرة مطلقة على التدنيس.. يغمرونك بأشعة حارقة من النظرات المتهكمة , المتعجبة احيانا ... يتغامزون بينهم دون مبرر واضح .. تقرب عنقك نحوهم محاولا السمع دون جدوى ... ربما لو كنت أكرت الشعر مثلهم لأمكنك أن تندس وسطهم بسهولة .. وتفعم آخرين بذات النظرات وأنت تتغامز ممسكا شاربك الضخم .. فقط لتتفادى كل هذا الألم الذي تشعر به الآن

نخاف من كلام (الناس) .. (الناس) تقول علينا ايه .. (الناس) مالهومش أمان .. (الناس) بقت وحشة أوي

صوت سباب بالخارج .. ينظر لي الحسيني نظرة ذات معنى , ويغمس سيجارته في علبة معدنية صدئة... يردد

ان المكان بالخارج ليس بهيجا على الاطلاق

___________________________

الساعة 11 ونصف صباحا ... حتى بعد الظهر

هل سألت نفسك قبلا ... ماالشيء الذي تقاتل من أجله حقا ؟ ... الشيء الذي تردد اسمه باخلاص أو تموت في سبيله .. أو تسهر الليالي متعبدا في محرابه متحسسا مشعلك , أو مسدسك , أو مطواتك القرن غزال وأنت على استعداد تام لتمزيق الآخرين ممن يفكرون .. فقط يفكرون في مجرد الاقتراب .. أو التصوير

بعض الناس لاتعتبر ايمانها مكتملا ... الا بالكراهية

___________________________

يستلقي الحسيني على سريره ويحملق في سقف المكان متسليا بالعبث في شعرات صدره ... يقول لي دون أن ينظر

أتعلم أمرا ؟ .... لو كنا أكثر عددا لكان أفضل ... ربما لأنني سأشعر ساعتها بالأمان .. وبأنني لست مجرد شخص واحد ... ان فكرة أن أكون وحيدا ترعبني حتى الموت

صوت مياه تلقى من دلو مملوء أرضا ... مياه باردة .. حتى في الشتاء

الحسيني يردد من جديد وهو ينظر لي برهبة

أنا ..وأنت ... فقط ... سيسحقوننا بسهولة ياصديقي

_____________________________

الساعة 11 ونصف صباحا ... حتى في وقت الأصيل

عندما تتجه للاستاد ... أرجوك خذ علما واضحا ...و لاتجلس في المدرجات الخطأ ... انه أمر قد يكلفك حياتك ...

اجلس ولوح ... صفق واصرخ

بييييييب .... بييييييب

أهلي

(الموت هنا للعشيرة البيضاء)

تتصبب عرقا كمحموم ... انها حمى الانتماء ... حمى أن تكون أقوى ... واعظم ... وأكثر ... اكثر من مجرد شخص ... أنت في الواقع 11 شخصا يجرون في الملعب ... بل أنت اكثر من عشرة آلاف شخص يهللون في المدرجات

بييييييب .. بييييييب

أهلي

(الموت هذه المرة للعشيرة الصفراء)

دع القوة تجري في عروقك ... لأنك الآن ... تملأ العالم

__________________________

يسألني الحسيني بجدية

هل تحب لعب (الاستميشن)؟ .... للأسف نحتاج آخرين ... معي ورق لعب ... لكن ينقصنا (كينج) القلوب .. أنا متأكد أن الأوغاد بالخارج يملكون الورقة الناقصة ... لاتبتئس .. من الجيد دوما ان تكون أكثر من 99 % من أوراق اللعب بيديك... ( من قال هذا يوما عن أمريكا؟) ... الأمريكان أنفسهم ملوا أن يظلوا اللاعب الأوحد على المنضدة .. فقرروا -لجعل اللعبة أكثر اثارة - طرح بعض الأوراق للبيع... أوراق مختارة بعناية... فهم لن يبيعوا أبدا (الآس) الذي يبحث عنه الجميع ...

حسنا .. أنا مشوش الذهن ..لكن تبدو (الاستميشن) وسيلة طيبة لقتل وقت أليم بغض النظر عن المكسب أو الخسارة .. المشكلة أن اللعب بورقة ناقصة .. يثير الجنون

________________________

الساعة 11 ونصف صباحا ... حتى عند صلاة العشاء

الشيء الذي يخيفك حقا .. أنك نسيت أنك تصلي فقط بحكم العادة ... ليس الايمان .. ليست الرغبة في التطهر .. بل الرغبة في ألا يمر عليك الوقت وأنت لم تؤدي (الواجب)

تصطف مع الجمع ... وترفع يديك المخدرتين مكبرا دون روح حقيقية لأن القلق بداخلك لايدع لك فرصة سوى للتفكير في كم الكلاب المسعورة التي تنبح خلفك ... مشاكل العمل ... لقد تأخر صرف الرواتب ومرور الشهر دون جزاءات لمعجزة حقيقية .. كم أتمنى ألا أحرم من الحوافز ... والايجار ..تبا !!.. هذا الأخير يتزايد كل عام ...والأسعار الملتهبة .. ستفسد معادلة التوازن بين النفقات والموارد ... فهذا يزيد .. وهذا يقل .. (الجيبات في الطالع والبنطلونات في النازل) .. من الشاعر الذي قال هذا البيت المشبوه؟ ... ذكرني أن نشتري ملابس للأولاد ... لماذا تزوجت؟ ... ان متطلبات المنزل تلتهم الوقت والجيب بشراهة... ميرام صارت مزعجة لحد غريب .. ترى أين ذهب هذا الحب القديم؟... هل انطفأ.. أم هدأ .. أم أن الواقع كان أقوى من شعلته المقدسة؟ ... ربما هي تعيسة ... فقط لو تبتسم بنت الكلب هذه لحطمت العالم من أجلها ... ربما أنا أيضا لم أعد ابتسم ... لماذا أشعر نحوها بالذنب والسخط في آن واحد؟ ...لقد فرغ الوقود من محرك حياتنا ... كدت أنسى ... سيارتي ليست على مايرام ... أين تجد الميكانيكي الذي يقوم بالمطلوب دون نصب أو جشع؟ ... عاطف يفهم في تلك الأمور .. تلك فائدة الأصدقاء ... فقط تضايقني نظرة التعالي تلك التي صار يملكها بعد الترقية... ان المسئولية قد تصنع بداخلنا وحوشا غير قابلة للترويض... أنا أعلم .. لكن ماذا عن الصداقة؟!... حقا .. ان صديقك الوحيد الحقيقي في هذا العالم هو أبوك ... اللهم أشفيه وارفع عنه ...هوووووب .. لقد انتهت الصلاة قبل أن أدرك .. السلام عليكم ورحمة الله

وعندما تخرج ... تكتشف أن الكلاب قد تركتك ..وأنك رغم كل شيء لازلت قادرا على الاستمتاع بالحياة... تعتبر نفسك متدينا لحد ما ... فأنت تحافظ على الصلاة ... وتتحرى الكسب الحلال ... وتحجب زوجتك وبناتك ... وتكره الفحش والسفالة ... في الوقت ذاته أنت متفتح و(سبور) وترحب بالاختلاف ... لكنك لسبب ما تملك عادة قديمة عندما تصافح أحدهم للمرة الأولى... تتفحص يده من طرف خفي

بحثا عن الوشم اياه طبعا

________________________________

يضحك الحسيني بسخرية وهو يعابث أصابع قدمه

أول مرة شاهدت فيها رجلا أشقر .. حسبته جاسوسا .. كنت في العاشرة حينها... ظللت أراقبه كأنما هو كائن فضائي ... كل حركاته تحمل غرابة من وجهة نظري ... وهو يتكلم ويأكل ويتمخط في منديله ... يالله !!.. كل هذه الشفرات والرسائل المستترة خلف البساطة ذاتها !؟... شعرت وقتها أنني (رأفت الهجان) ذاته ... وبحثت بصدق عن (محسن بيه) .. لأن الأمر أكبر مني ... ان مصر في خطر ..ولا بد أن يطلق أحدهم صفارات الانذار ... وعندما كبرت ..عرفت أي هراء كنت أعيش ... منذ أشهر قليلة عندما كنت خارج البلاد ..جلست في مطعم بالقرب من شاب يرتدي تلك الطاقية اليهودية المضحكة الشبيهة بقصرية مختزلة ... رائحة يهودية قذرة تفعم المكان ...تظاهرت باللامبالاة ورباطة الجأش لكن خاطرا مرعبا ملأ كياني .. يمكنني بالخطأ أن أشرب من ذات الكوب الذي كان يشرب منه .. وآكل من طبق أكل فيه قبلا ... هذه الفكرة جعلتني أترك المكان ... كأنني سأتحول أنا أيضا الى يهودي يرتدي القصرية ذاتها اذا لمست ماكان يلمسه قبلا .... كأنها عدوى باللمس ... الشيء الذي ضايقني حقا .. هو أن هذا الوغد كان يتفاخر بالقصرية علنا ...

كيف يجرؤ؟!!

______________________________

الساعة 11 ونصف صباحا ... حتى عند عرض أخبار التاسعة

دعك من التلفاز ... ان فضاء الانترنت الرقمي يكفل لك حرية أرقى بمراحل ...أكثر تشعبا وتعقيدا من قنوات موحدة الارسال والمنهج والرأي ...

سآخذك معي الى أكبر خدعة مارسناها على الويب ... خدعة الشخصية البديلة

النيك نيم ... شخصيتك الأخرى الرقمية .. ذات البروفيل المصور والبيانات المختارة

فيس بوك ... فيس أوف...

الخدعة المضحكة التي تراها جلية عندما تتأمل حقا ماخلف صفحات المنتديات والبلوجات والميسينجرات .. تأمل بدقة الأسماء والصور والتوقيعات لترى الخدعة الأعظم على مر التاريخ

في الفضاء الرقمي .. الكل فاضل وجميل ... الكل ساخر وغامض وعميق التجربة وحزين لأنه وحيد لم يجد من يفهمه لذا قرر أن يتحول الى شبح يهيم في فضاء الانترنت بحثا عن شيء يعلن مرارا أنه لن يجده ابدا

الكل يكره التسلط .. والاحتكار .. والكليبات التافهة ... والتحرش الجنسي ... والتمييز العنصري ... والتعصب

الكل يحب الفضيلة ... والخير ... والزرع الأخضر ... ويفهم الجمال ... ولابد أن هؤلاء الذين يعشقون القبح والفوضى والدمار هم آخرين من خارج هذا العالم ... هؤلاء الذين يملئون الدنيا صخبا وهلسا ويجوبون ممالك الليل كمصاصي الدماء

لكن اللعنة الحقيقية التي ذابت تحت جلودنا ..هي أن كل واحد قد استقر في غرفته الزجاجية معزولا عن الآخرين ... محاصرا بين السماعات والمايك والشاشة الساحرة الملونة ليمارس متعة الكلام عن الآخرين مرتديا اللباس المميز لهويته السرية ... تلك الهوية التي يحارب بها هزائمه المحتملة في عالم الواقع .. ويهرب بها الى نصر رقمي جديد

ثم يبحث عن أشباهه في هذا العالم .. وعندما يلتقون يصنعون معا مايعرف بالمجموعة أو (الجروب) ... ولأن الطيور على أشكالها تقع فان أفراد أي (جروب) في تزايد مضطرد ... تجمعهم رغبة أكيدة في اجتذاب المزيد من الاتباع , والبحث عن القوة والأفضلية .. ومن ثم تظهر الصراعات بين (الجروبات) لاثبات تلك الأفضلية ... و يبدأ تراشق الكلمات .. والاتهامات .. والحجارة

وفي (جروبك) .. تستمد قوتك الحقيقية من دماء الآخرين .. أن يكون الغربي عاهرا لأنك عربي ... أن يكون الخليجي عربيدا لأنك مصري... أن تكون النساء ناقصات عقل ودين لأنك رجل صارم كثيف الشعر لاأكثر ... أن تكون أهلاويا فيكون الزملكاوي كسيحا ... أن تتبرك بأولياء الله وتتحفز عندما تقرب الكنائس ... أن تكون مؤمنا فتكره الكفار ... وتكون سنيا فتكره الشيعة ... وتكون ملتحيا فتكره الفرافير حالقي اللحى ... وتكون أنت ..... فتكره من سواك

دوائر أصغر..... فأصغر ..... فأصغر

وفي أضيق حلقات الدائرة ... أنت معزول ... كأنك أمام شاشة كمبيوتر بين السماعات والمايك والشاشة الساحرة الملونة .. الوقت لايمر .. والساعة دوما 11 ونصف صباحا .. ربما لأن هذا هو الوقت الذي توقفت فيها ساعتك آخر مرة وأنت تتأمل الآخرين من خلف زجاج النافذة

ارفع علمك عاليا ... وردد بقوة مع (جروبك)

بيييييب بيييب ... أهلي ... المصريين أهمة... مصر دي بلد رقاصين ... ديني أحسن من دينك ... المجد لماركس... أكيد حرمة هي اللي سايقة ... كلنا ليلي ... ( ياسيدي قول كلنا لها)...حد مايحبش أم كلثوم ,القريب منك بعيد؟ (البعيد مابيفهمش) ... شعبولا هو الحل.. أنا وطني .. (وأنا فودافون)... اقف عندك , انت معانا ولا مع الناس التانيين؟ ... أنا معاكم ... أمال شكلك غريب كدة ليه ؟... ماغريب الا الشيطان .... قصدك تقول ان انت الشيطان؟

ياللسخرية ..!!؟ .. لقد تشابهنا من حيث قررنا الاختلاف !

___________________________

يقول الحسيني وعيناه تشتعلان بذكاء مهلك

أتعرف ماهي أقسى حقيقة عرفتها؟ ..أحيانا يكون أكثر الناس تعصبا هم دعاة نبذ التعصب أنفسهم.. لأن فكرة التعصب لديهم تتحول مع الوقت الى هاجس يملأ كيانهم ... أغلب الدعاة لقضية التمييز ضد المرأة مثلا .. يتصلبون تماما ازاء مايمس المرأة.. ويتحدثون باشمئزاز عن (الثقافة الذكورية) ... ويتعاملون مع مفردات هذه الثقافة باعتبارها غزو صريح لمملكة الأنثى الحصينة ... لاتكن قاسيا ... أعتقد أن البديل الوحيد المتروك أمام المرأة في هذا المجتمع العنصري هو ممارسة نفس العنصرية في الاتجاه المضاد دون وعي ... ان هاجس الفكرة يتحول بالتدريج الى هوس يجعلهم طوال الوقت متحفزين ضد هجمات الآخرين المحتملة وهم يتحسسون مسدساتهم من أسفل المنضدة الأنيقة

ان اللعبة لعبة أعلام وفرق لاأكثر ...

صارحته بأن آلام المثانة صارت لاتطاق ..وأنني أحتاج لفعل مايفعله الآخرين في هذه الظروف ... ينظر لي بشفقة

وساكت على نفسك ليه؟

يخرج مفتاح الغرفة من أسفل وسادته ويلقيه الي متابعا

اقفل الباب وراك ... نفسي أنام من غير ما يقولولي فيه حالات في الاستقبال .. الله يلعنهم

أغادر زنزانتي الوهمية في سكن الأطباء وأتفادى الأرضية المبللة التي يمسحها العامل العجوز بالخارج ...أصارح الحسيني بأنهم لايستحقون اللعن... لكنه لم يعلق ... وأدار رأسه للجهة الأخرى

أطفأ سيجارته ال257 ... وغط في نوم عميق

43 comments:

Mina said...

ياااااااه يادكتور
بجد والله تسلم ايدك
انت بتغيب تغيب وتمتعنا
بس هو الحسيني من امتي بيشرب سجاير
بس لمااشوفه والله
بس بجدددد
تسلم ايدك

Anonymous said...

اولا كل سنة وانت طيب

وحشتني جدا

البوست كالعادة هايل جدا

وبصراحة عايز اعلق
علي كل كلمة بس بصراحة الله ينور



في الفضاء الرقمي .. الكل فاضل
وجميل ... الكل ساخر وغامض وعميق التجربة وحزين لأنه وحيد لم يجد من يفهمه لذا قرر أن يتحول الى شبح يهيم في فضاء الانترنت بحثا عن شيء يعلن مرارا أنه لن يجده ابدا

الكل يكره التسلط .. والاحتكار .. والكليبات التافهة ... والتحرش الجنسي ... والتمييز العنصري ... والتعصب

الكل يحب الفضيلة ... والخير ... والزرع الأخضر ... ويفهم الجمال ... ولابد أن هؤلاء الذين يعشقون القبح والفوضى والدمار هم آخرين من خارج هذا العالم ... هؤلاء الذين يملئون الدنيا صخبا وهلسا ويجوبون ممالك الليل كمصاصي الدماء


==============================
هم هم

القتلة والجلاديين والمقتولين

نفس الجروب حقا يتحول الي مصاصي دماء بالليل وبالنهار يتحول الي اصحاب فضيلة

حقا نحن الناس التانيين دائما

الاختلاف جعلنا جميعا
نفس الرجل
نفس الجروب


لعنهم الله

Crystal Lobna said...

بوست أكثر من رائع ،كالعادة،

mohra said...

اول مره ادخل هنا
اجد اسلوب الكتابه مشوق للغايه...لا ادرى ان كان هذا استكمال لحديث سابق ام لا ؟؟
اعجبتنى كلمات بعينها..اقتنع بها تماما و اخشاها فى نفس الوقت
ان المسئولية قد تصنع بداخلنا وحوشا غير قابلة للترويض

وتكون أنت ..... فتكره من سواك

ولابد أن هؤلاء الذين يعشقون القبح والفوضى والدمار هم آخرين من خارج هذا العالم
تسلم ايدك
تحياتى

شــــمـس الديـن said...

ياه
بقي سكن الاطباء يعمل كدا في الاطباء النوبتاجيين ؟؟؟
ربنا معاك و الله

و تأملاتك مع الحسيني دي فعلا اكثر من رائعة اكاد اجزم انها افضل من الحقيقة نفسها !!!! اعجبتني جدا فكرة الهجوم المضاد علي الفكرة ,نظرية رد الفعل فتجد ردا علي الانحلال الموجود في بعض الطبقات تشدد اصبح يستشري هو الاخر بي طبقات اخري

تأمل جميل للغاية و تحياتي للحسيني و التدخين السلبي

خالص التحية علي التدوينة الرائعة :)

Anonymous said...

الله ينور عليك يا دكتور

أفضل ما في كتابتك أنها تجعلني إنسانا جديدا بعد الانتهاء من القراءة والتفكر فيها


بارك الله فيك
وجعلها في ميزان حسناتك

Anonymous said...

انت راجل دماغ

محمد أبوغرارة said...

سلام عليكم

الجميع هنا يقولون أنك رائع
وهذا أمر غير مفرح بالنسبة لي ،لأني لن أقول شيئا ذكيا

ربما من باب الحماس ساقترح جروب في الفيس بوك لمعجبيك هئ...بما أنك تحب الجروبات

هناك في الافلام تلك الشخصية التي-في الوقت المناسب- تكتشف الناجحين الذين لم ينجحوا بعد لتقدم لهم يد العون وتزيل كل العراقيل و وو..
أرجو أن تجد إحداها،لتنشر لك كتاباتك

يمكنك اعتباري أحدهم حيث أعدك اكتشاف

غير أني لا أملك إلاشيء واحد هو أن أناشدك أن تكتب رواية

no one said...

مساء الفل يا دوك ولاون الساعه الحاديه عشر و النصف صباحا:
بس عندى سؤال جاد جدا جدا
هل الناس فى الحاله دى من زمان اقصد حاله الأقطاب و الوحشين و الحلوين و احنا والناس التانيه؟ ولا الحاله دى ظهرت جديد يعنى ليها علاقه بالنفس البشريه ولا ليها علاقه بحاجه تانيه؟ بس حقيقى الناس كلها عندها نفس الشعور و جميعنا نرمق حتى اقرب الأقربون بنظره شك
هل هناك حاله برانويا عامه عند الكل ام ماذا؟

السنونو said...

قد تصل للحقيقة سريعا كما تضعنا أمامها باقتدار

Anonymous said...

أولمرة أعلق عندك

وقريت كل بلوجاتك

كل حرف بتكتبه متعة فعلا
انت جايب الموهبة دي كلها منين

ولا انتوا بتدرسوها في كلية الطب

بتلمس حاجات كتير جوايا فعلا
تحياتي

Anonymous said...

أخيرا رجعت حمد الله على السلامة تاني مرة ماتطولش الغياب علينا كده لحسن نفقد الامل إنك تكتب.
ما علينا بوست تحفة كالعادة وفكرة الناس التانيين دي تحفة وياما خطرت على بالي.
أما بالنسبة لجروب للمعجبين "بكتابتك" على الفيس بوك فده فكرة هايلة

دينا عادل

Anonymous said...

شوف يا دكتور
انت يا تكتب كتاب
يا اما متغبش اكتر من اسبوع
حقيقى باستمتع بكتابتك

Anonymous said...

بجد هايل ربنا يستر هما كل الدكاترة اما يتخرجوا بيبقوا كده في السجن
دي خرة سنين الشقا
الواحد شكله يحول اي كليه تانيه
بس صعبان عليا عمري اللي راح فيها

Anonymous said...

كالعادة رائع ... بجد اتمنى ان اشوف لك لوست يومى

الومك كثيرا على التاخير

متخليناش نستنى كده

أنا أخشى هؤلاء الموجودين بالخارج ...
انها حمى الانتماء ... حمى أن تكون أقوى ... واعظم ... ...وأكثر ... اكثر من مجرد شخص
.....أحيانا يكون أكثر الناس تعصبا هم دعاة نبذ التعصب أنفسهم.. لأن فكرة التعصب لديهم تتحول مع الوقت الى هاجس يملأ كيانهم ...اقفل الباب وراك ... نفسي أنام من غير ما يقولولي فيه حالات في الاستقبال ..

Anonymous said...

الاستقبال .... كرهت خلاص الكلمة دي من كل قلبي بجد . قهر وذل واستعباد بدون مقابل .

عجبتني جدا جملة : تصطف مع الجمع ... وترفع يديك المخدرتين مكبرا دون روح حقيقية لأن القلق بداخلك لايدع لك فرصة سوى للتفكير في كم الكلاب المسعورة التي تنبح خلفك ...

وكمان جملة : لذا قرر أن يتحول الى شبح يهيم في فضاء الانترنت بحثا عن شيء يعلن مرارا أنه لن يجده ابدا

وكمان الأسلوب في سرد القصه مشوق جدا ..

ايه الأبداع والموهبه دي ..!

نفسي اتعرف عليك بجد يا دكتور انا زميل ليك نائب أطفال . رقمي 0191552836 د.عبدالرحمن

Anonymous said...

where are you?

hosam4u2004 said...

بصراحه دى أول مره الاقى انسان بيتكلم بالاسلوب ده والطريقة دى اولا : البوست جميل وهادف
ثانيا اى نعم انا مش فاهم اغلبه بس اللى انا متاكد منه انى انا مش من الناس التانين
وكمان انا كمان ساخط على كل الناس التانين
ومنهم الدكاتره اللى متعنطيزين
ومع احتلرامى الشديد ليك بس ايه انت شايف نفسك انك مش من الناس التانين اللى بيبصونا من فوق
طبعا لا ...... ودى تيجى ازاى سعادة الدكور اللى بيشرط وياخد اللى هوه عايزه وكمان ينهش دم الغلابه اللى ميقدروش يقفوا فى وش المرض
ويدفع من غير كلام
...... عموما انا لسه حقرأ الموضوعات ومن خلالها اقدر احكم عليك

私のブログ (My Blog) said...

مرحبا... اسمي إندرا. لقد أتيت من اندونيسيا البلد.. أنا سعيد للغاية لمعرفة معكم..
آمل أن نتمكن من أن يكون صديقا

مطرح ما ترسى....دقلها said...

انت تعرف من اين تؤكل الكتف

كتير من اللى مكتوب بفكر فيه ليل نهار

خاصة واحنا فى الاستقبال

لكن مش قادر اعبر عنه


تسلم ايدك

Anonymous said...

مش عارف اراسلك ازاي قلت اكتب لك هنا

عنوان تبقى تطل عليه

http://3alkahwa.blogspot.com/2008/04/blog-post_22.html

Manora said...

بوست اكثر من رائع كالعاده يا دوك
بجد كتاباتك جميلة للغاية دائما
وفيها شفافيه بتمس ارواحنا كلنا
وانا مع اوداد فى حته التشجيع لكتابه الروايه دى
فعلا انوى انت و هتلاقى الناس كلها باذن الله وراك فيها:)

Anonymous said...

It's been 6 months.... where are you?

maro said...

صديقى العزيز دون كيشوت

ايه يا دكتور طولت الغيبه اوى اوى المرة دى

ربنا معاك و تخلص بقا عشان تمتعنا تانى
على فكرة انا قدرت احصل على نسخه من الجاز و الجواز
لو عاوزها يا ابقا قولى اعملك كوبى

صديقتك
دولسينا

على باب الله said...

بوست رائع بجد

برافو عليك

Anonymous said...

ياعم انت غايب بقالك سنة لحد ما المدونة عشش فيها الغربان

شريف محمد said...

أنا آسف أسف فظيع مريع على كل هذا التأخير ...
شكرا للجميع على الاهتمام
كنت مشغول جدا في الآونة الأخيرة بسبب الامتحانات ومشاغل الحياة ..
سامحوني ..
سأعود قريبا ان شاء الله

شريف محمد said...

أنا آسف أسف فظيع مريع على كل هذا التأخير ...
شكرا للجميع على الاهتمام
كنت مشغول جدا في الآونة الأخيرة بسبب الامتحانات ومشاغل الحياة ..
سامحوني ..
سأعود قريبا ان شاء الله

sonia said...

تسلم دماغك
:)

Anonymous said...

أنا لست إلا عسكري ..
نجار مسلح .. سمكري ..
أو حتى تاجر فنجري ..
أو قول طبيب يا مفتري..
الأفارول الأخضري في الأصفري..
سوى الطبيب بالسمكري ..

Anonymous said...

رائع أنت كالمداد ، بإمكانك الإقتراب من الموت دون خشية ، لعلك انت الملقب بالخوف ، فكيف يخاف الخوف ؟

جلال كمال الجربانى said...

تحيات وإعجابى
كلماتك تستحق أن يحتضنها غلاف
ولو إلكترونى

تحياتى وتقديرى

Anonymous said...

قول انك قفلتها واخلص بدل ما انت مشعلقنا معاك

Anonymous said...

شكلك مت .....والله زعلان فعلا ...يا عم اكتب اى حاجه ......

Anonymous said...

كل سنه وحضرتك بخير دكتور

انا صدمت عندما وجدت ان اخر بوست كان من حوالى سنه
كتابات حضرتك رائعه ولا ادرى لماذا حتى الان لم تصدر ف كتاب مع ان هناك مدونات تكتب اشياء تافهه وصدر لها كتب
اتمنى ان ترجع لفضاء النت مرة اخرى حتى نتعلم من تأملاتك الفلسفيه الرائعه

رفقة عمر

Anonymous said...

بس انت لسه عايش غلى الفيسبوك يا رجل الفنتانيل ولا انت قريحتك الادبية العامة نضبت واتبقى منها الكتابة المهنية فقط؟

Izzie said...

ana kont metab3ak awel b awel bs ba2alak sana mo7'tafy... e3tazalt el fan? ;)

Hawk said...

thank you for his blog

http://24mix.blogspot.com/

Unknown said...

you r one of the greatest

Anonymous said...

انت فين يا دكتور والله وحشتني
انا متابع ليك من 2005
يا دكتور طمنا عليك
يا بني والله انت احد مبدعين العصر
وخسارة انك لسه معملتش كتاب
المهم
طمنا عليك انك بخير
ويا ريت تكمل يا دكتور
خسارة منشفش ابداعك الشنيع
منتظر ردك

Anonymous said...

شوف انت عملت ايه باهمالك لموهبتك وقتلك ليها مدونتك عششت فيها الغربان
بينما ناس تانية زي صاحبة مدونة عايزة اتجوز ماشاء الله عملت كتاب اعلى مبيعات في معرض الكتاب ...وبعد كده مسلسل كمان

وانت عندك من ادواتك الكتابة ما يفوق هؤلاء..يالله ماعلينا

Anonymous said...

مصر في مهب الريح

فى خلال الثلاثين عاما الماضية تعرضت مصر الى حملة منظمة لنشر ثقافة الهزيمة بين المصريين, فظهرت أمراض اجتماعية خطيرة عانى ومازال يعانى منها خمسة وتسعون بالمئة من هذا الشعب الكادح . فلقد تحولت مصر تدريجيا الى مجتمع الخمسة بالمئه وعدنا بخطى ثابته الى عصر ماقبل الثورة .. بل أسوء بكثير من مرحلة الاقطاع .

1- الانفجار السكانى .. وكيف أنها خدعة فيقولون أننا نتكاثر ولايوجد حل وأنها مشكلة مستعصية عن الحل.
2- مشكلة الدخل القومى .. وكيف يسرقونه ويدعون أن هناك عجزا ولاأمل من خروجنا من مشكلة الديون .
3- مشكلة تعمير مصر والتى يعيش سكانها على 4% من مساحتها.
4- العدالة الاجتماعية .. وأطفال الشوارع والذين يملكون كل شىء .
5 - ضرورة الاتحاد مع السودان لتوفير الغذاء وحماية الأمن القومى المصرى.
6 - رئيس مصر القادم .. شروطه ومواصفاته حتى ترجع مصر الى عهدها السابق كدولة لها وزن اقليمى عربيا وافريقيا.
لمزيد من التفاصيل أذهب إلى مقالات ثقافة الهزيمة بالرابط التالى

www.ouregypt.us

Anonymous said...

قصيدة نقلتها لكم من على جدران السكن

:smiley1: :smiley1:

أعيش حياة برية**لا فيها لمسة عصرية

لا فيها أكل ولا شرب ** ولا حتى راحة ليلية

فيها تعب وأرق ** وقدم دوما ملوية

وشرابات لها ريح ** كريح الجثة المنسية

وظهر يؤلمني جدا ** من طول الوقفة المثنية

أرقب دوما بروية ** تغيرات الدورة الدموية

وأجهزة تصدر صوتا ** يثير في نفسي العصبية

لا أسهو حتى لا تحدث ** مصيبة جد مدوية

وتحدث كارثة كبرى ** تنشر في جرائد رسمية

وأصبح مشهوراً جداً ** بقتل النفس البشرية

وجراح لا يسكت أبدا ** يريد بطنا مرخية

لا يهمه جرح ولا نزف ** ولا حتى صدمة قلبية

يريد اللهو واللعب ** ويباهي بأحلى عملية

أعيش حياة برية ** لا فيها لمسة عصرية

;