أيها الزائر قبري .... أتل ماخط امامك

Friday, May 26, 2006

متلازمة مابعد الرواية ... ايه العنوان المكلكع دة؟

وأخيرا بعد صراع طويل مع المرض .. والنوبتجيات .. وروتانا سينما التي تمنعك تماما من أن تغمض عينيك ... أنهيت رواية شفرة دافنشي
ربما تعد الرواية من أمتع الأعمال التي قد تقرأها في حياتك ... الأسلوب , الأحداث المثيرة , والكم الغير طبيعي من المعلومات الفنية والتاريخية , والمضمون المثير للجدل .... لكن بعيدا عن الاعتراضات العنيفة على ماتؤكده الرواية والشد والجذب بين المؤيد والمعارض ... فالعمل نفسه ممتع .. ممتع الى أقصى الحدود
لاأعتقد أن الفيلم المعروض حاليا بالخارج والذي يستقبل بفتور مبرر ... سيكون على نفس المستوى
لم أتعجب من منع الفيلم بدور العرض المصرية (عادتنا ولا هانشتريها؟) ... مادمنا أنصار مبدأ منع القلاقل واللّبش (الفيلم لم يعرض على الرقابة أساسا) ... شيء مضحك أن يمنعوا فيلما سيشاهده من يشاء .. بالذوق أو بالتسريب والسيديهات في هذا العصر المفتوح ... اّخر فيلم منعته الرقابة على ماأذكر كان
matrix reloaded
الذي تعد مصر هي الدولة الوحيدة في العالم التي منعته لنحقق سبقا مميزا فريدا مسجلا على صفحات الويب (رغم سماحهم بعرضه بعدين .. بس المهم انهم اعترضوا..ماتحبكهاش ياأخي) ... وأسألوا موقع الأفلام
والله وعملوها الرجالة
بعيدا عن الرقابة والأفلام والصراعات والقرف اياه ... جرب تقرا الرواية (ياسلام لو شغلت موسيقى الفيلم في الخلفية .. جو رهيب يامعلم) ... واستمتع وعيش حياتك رغم أنف الرقيب الحمش .. ورغم قرف الحياة ... ورغم أنف روتانا سينما بالمرة

Saturday, May 20, 2006

ياريت تسهلها لي شوية ياأستاذ طارق

تلقيت دعوة بالبلوج السريع من ميشيل الغارق في مسنقعات الفحم للاجابة عن السؤال العويص والكاس الداير
امتى أحس اني بحب الحياة؟
والله هو سؤال صعب خصوصا لواحد من اللي بيحسوا باثم السعادة .. بس بعد تفكير ... خليني أسرد بدون ترتيب
لما ألاقي ناس مبسوطين وأعرف اني كنت السبب في انبساطهم
لما اسمع موتزارت في فيلم اصلاحية شاوشانك .. وأشوف المساجين مسحورين أمام الميكروفونات (ساعات بحس اني عايز أعيط وأحس يالتطهر ... مشيها حب للحياة برضه) 0
لما أدخل البلوج بتاعي وألاقي فيه 7 تعليقات مرة واحدة وأنا كنت نايم في العسل , أو لما ألاقي بلوجر ضايفني في قائمة مدوناته المفضلة
لما أحس ان ربنا راضي عني و أبقى مصلي كل الصلوات في الجامع .. بلاقي الحياة ماشية بسلاسة في الاتجاه المرغوب (بس الأكيد اني هاتوحل تاني وأرجع أكتئب لما أنغمس في حب الحياة) 0
لما اليوم يعدي وأنا اكتسبت فيه مهارة جديدة أو معلومة وألاقي حد بيبتسم ويقوللي ... انت كويس يافلان وبتتعلم بسرعة
لما شخص عزيز يتصل بي وقد خطرت على باله فجأة بعد شهور (ياسلام بقى لو قعدت معاه ع الكوفي شوب ومعايا شوكولاتة مورو وكانز بيبسي ... معقولة ياجدعان!!؟ ... الجنة ممكنة على الأرض؟ ) 0
لما مريض غلبان يدعيلي لمجرد اني ابتسمت في وشه وعاملته كانسان وطبطبت عليه (أمال فين الدكتور اللي بياكل العيانين؟) 0
bear share لما برنامج
يبقى شغال ومش قافلين عليه من السايبر كالعادة ,
الجديدة soundtracks فرصة بقى أنزل فيها كل ال
لما أكون مروّح من نوبتجية طويلة أكون خلالها ريحت العيانين وكتبت علاجهم مظبوط ويجيلي منهم حد يتابع معايا
لما حد يفتكرني بسؤال من عينة ... أمتى تحس انك بتحب الحياة
ياريت أكون كملت العدد القانوني ... التفكير في الحاجات أحيانا بيبقى صعب
أورّط مين معايا في الأسئلة دي؟.... أورط مين ؟ ..... مين؟
أحمد شقير , اّدم المصري , حائر في دنيا الله , أحلام , السهرودي , اياكش تولع ... وكل اسم في قائمة الهاربين من التربة ولم يمر بهذا السؤال المدوحس

Wednesday, May 10, 2006

مدينة الكلاب

مشكلة الذيل أنه يمنعك تماما من ارتداء أي ملابس داخلية أو الجلوس على كرسي بمساند أو الحفاظ على انتصاب قامتك , بل ويحرمك متعة النوم على ظهرك محملقا في السقف ... ورغم أنه يجبرك على لفه حول خصرك مع ارتداء بنطلون أكبر بقياسين ... لكني بدأت أخيرا أتكيف على هذا الوضع الفريد
(من مذكرات مسئول حالي)
____________________________
لا أذكر اّخر مرة نزلت فيها الى الشارع
تعلم يقينا أن جلوسك في المنزل يعني أنقطاع مورد رزق .. وأيام طويلة من الغسيل والتنظيف وانتظار محصلي الفواتير والديانة في توتر وتزجية الوقت بالتلفاز والتهام البيض المقلي لأنك لاتجيد طهي شيء اّخر ... وعندما تتحدث الى نفسك يعيدك الى الواقع أصوات مخيفة من النباح
منذ أشهر .. حلت على مدينتنا الهادئة لعنة سعرانة من الكلاب .... اّلاف من الكلب ... مختلفة الألوان والملامح , وان اجتمعت على عقيدة واحدة ... عقيدة العض والزمجرة ... لاأحد يدري من أين أتت .... ظهرت الكلاب تدريجيا بأعداد محدودة كنا نغض عنها الطرف ... ثم بدأت تتزايد وتطاردنا يوميا بصورة غير محتملة أجبرتنا على لزوم البيوت
الكلاب تطارك في عملك ... في سفرك ... على مقهاك المفضل ... زياراتك العائلية ... في صلاتك ونسكك ومحياك ومماتك ... حتى التلفاز .... نعم ...لقد هجمت الكلاب على مذيع النشرة على الهواء وهبرت منه كتفا كاملا وقدمين ... انقطع الارسال ثم عاد لتؤكد مذيعة زميلة أن تلك كانت من دعابات القناة السخيفة وألا تخافوا ولاتحزنوا
لكن الدعابة انكشفت عندما ظهرت قوة أمنية جديدة تحت مسمى (قوات مكافحة الكلاب) ... وبدأوا يبثون أرقاما للاتصال في حالة الطواريء الكلابية الشديدة .. بالطبع أضيفت مبالغ أخرى لفاتورة التليفون أسموها (خدمة طواريء) وهم يحصلونها سواء استخدمتها أم لا
ومنذ أصبحنا بلا عمل ... صارت علاقتنا بالعالم محصورة في التليفون ... (بالطبع انتهت اسطورة المحمول عندما تخلى الناس عن نزول الشارع لشراء كروت الشحن ... ثم أن احدا لم يعد بحاجة الى الفشخرة بالبوليفونيك والألوان .. وانسى أن تجد فلان متغيبا فتطلبه على المحمول .. فهو بالمنزل دوما) لم تعد أرقام الفاتورة الفلكية تدهش أحدا ... تريد الشراء , تريد بيع مقتنياتك , تريد دفع فواتيرك وضرائبك وسحب جزء من رصيدك المتناقص بسرعة بالبنوك ... فاتصل عزيزي المواطن وسيصلك المندوب ذو اللباس المصفح فورا
ماحدّش بيموت من الجوع يادرويش
يقولها دوما ثروت جاري ... يقولون أنه جن بعد أن فقد ابنه ... يقولون أن الولد راح ضحية الكلاب لكن أحد لم ير جثته أو دراجته الجديدة .. يقولون .. يقولون ... دعهم يقولون .. الحقائق الثابتة أن ثروت فقد ابنه , وأن ثروت مجنون , وأن اسمي ليس درويش ... وأن منظر الدماء على الأسفلت يذهب العقل حقا
عزيزي المواطن .. الهاتف هو حياتك فلاتستخدمه سوى للشدائد
لذا ابتدع الغالبية من العاطلين أشكالا جديدة للعمل ... صار مندوبي المبيعات يعلنون بحماسة عن الصابون والملابس والأدوية وحتى التليفونات بالتليفون ... وشيكات تدخل الحسابات .. وفصل من الخدمة وطلبات اجازة وترقيات بالتليفون ... كله بالتليفون ... لن أتعجب لو ظهر دين جديد لعبادة التليفون بصفته منقذ العصر الحديث
لولا التليفون لهلكنا جميعا ..جوعا أو بأنياب الكلاب ... حتى اسألوا درويش
___________________________
هية ليلة سودة ياجدعان
وصلتني العبارة ممزوجة بطرقات هستيرية على باب مسكني .. كان هذا جاري زغلول النديم ... مدرس تاريخ سابق ومندوب مستحضرات تجميل حالي ... العديد من أصوات النهنة والبكاء والحوقلة والسب بالدين - معا - واضح انه أحضر عائلته جميعها ... عرفت منه أن الكلاب هجمت عليه من شباك المنور المفتوح سهوا ... وأشبعت من بالبيت عضا وخمشا ورعبا , كان بيتي من أقرب البيوت له ... لذا اتجه اليّ الجميع (مراته وبناته وابنه الصغير المتخلف) بحزمة المعلم
طب والتليفون ... أرقام الطوا... 0
الخطوط مقطوعة ... دة وقت مرقعة ياولاد (...) الكلب
قال الجملة الأخيرة ناظرا للتليفون بسخط ... ثم عبارات مختلطة من نوعية ( مش قلتلك يامرة ياوسخة تقفلي الشباك كويس) ... (يحرق أم دي عيش ) ... (ألاقيش عندك قطن وشاشا ياأستاذي) ... (التليفون شغال عندك مش كدة؟) .... جديدة تماما حكاية الكلاب الطائرة عبر المنور رأسا الى الشباك ... أكيد يقفزون من السطح ... هرعت لشباك المنور والبلكون وأحكمت اغلاق الشيش ... ثوان حتى سمعت دربكة شديدة من السقف مع بعض النباح والخنفرة السعرانة ... وأبواب تغلق بعنف ... وصويت نسائي سفنجوري الطراز ثم أقدام تتسابق متوترة على السلم المؤدي من الطابق الأعلى الى شقتي
يانهار مش فايت .. دة مافيش حرارة هنا كمان
طرقات حاسمة أخرى على الباب ... فتحت .. ذاك ابراهيم جاري الاّخر . وأشرف ابنه و أم أشرف ذات الحنجرة الممتازة ... لاداعي للشرح , واضح أن الكلاب اقتحمت شقتهم أيضا
ياجماعة .. الكلاب تأكل سلوك الكهرباء والتليفونات
يعني هانموت يابابا
بس يابن الكلب
شيء سخيف وعبثي أن يتعلق أملنا في النجاة بسلك نليفون ... أصوات النباح التي بدأنا نعتادها صارت مثيرة للرعب المرضي ... دخلت السيدات غرفة نومي .. وبقي الرجال معي في الصالة ... كابوس لعين وسيمضي ... سنعود جميعا لبيوتنا ... سنعود للعمل قريبا .. ستختفي الكلاب ... لن ندفع فاتورة الطواريء مرة أخرى ... خير ... خير ان شاء الله .... وهنا انقطعت الكهرباء
ماهي ناقصة أصلها
ياجدعان ... لازم نبلغ بتوع الطواريء
يعني هاييجوا بسرعة؟
موت يادرويش
الا بالحق ... الأستاذ ثروت .... 0
الله يرحمه ...مفضلش منه غير صباعين
دوى الصراخ من غرفتي ممزوجا بزجاج يتحطم فهرعنا تجاهها لنفاجأ بكلب أسود قابض على ذراع أم أشرف المربرب .. تكاتفنا لالقاء الكلب من النافذة المحطمة التي دخل منها قفزا عبر السطح المجاور غير اّبه للزجاج
لقد صارت الكلاب انتحارية المذهب .. صارت تهشم الزجاج أيضا
تليفون ياجدعان ... تليفون واحد
وحياة أمي هنموت
اتشهدوا ياولاد (...) الكلب
أنا معايا كارت ميناتل
أخرستنا عبارة أشرف ... لقد نسي الناس الرينجو والميناتل وأخواتهما منذ هجروا الشارع ... الكروت نفسها صارت كالعملات الأثرية ... لكن ربما لازال هناك أمل ... فقط لابد من مغامرة غير مأمونة لايجاد كابينة صالحة ... اتفقنا بعد جدل على نزولي وأشرف باعتبارنا أصغر الحضور سنا .. فليسترنا الرحمن
تسلحنا بسكينين ونزلنا كاللصوص ... لحسن الحظ أن أغلب الكلاب احتشدت على الأسطح لتجربة حظها في القفز عبر المناور ... الكابينة الأقرب على رأس الشارع كما أذكر ... الشارع شبه خال سوى من كلاب على مرمى البصر ... مائة متر بالضبط قبل الكابينة ... اقتربنا .. وكذا فعل كلب اّخر لوح له أشرف بالسكين ... لكنه انقض علينا .. أشرف يحاول التملص وتسديد طعنة مؤثرة بينما هرعت الى السماعة والأزرار ... لازالت الكابينة حية رغم التراب والنسيان
ألو ...خدمة الطواريء ... الحقونا
سمعت ضحكات ثم خنفرة غريبة جدا وصوت يقول في غلظة
اقفل الخط يا(..) أمك
أكان هناك صوت نباح ؟ .. ماذا يحدث هناك؟ ... جربت رقما اّخر ليأتيني نفس الرد وان اختلف مضمون السباب ... التفتت لأشرف متسائلا لأجد أعدادا لاحصر لها من الكلاب تحيط بنا
_________________________
ماحدش بيموت من العض يادرويش
_________________________
تعرف بالطبع تلك اللحظة التي ترى نفسك فيها (من خارج الحدث) دون ارادة أو سيطرة ... انه مجرد فيلم اّخر ... فيلم رأيت نفسي فيه أنحني لأمشي على أربع ... رسمت بعض الشراسة على ملامحي مع محاولة ساذجة من حنجرتي لاستحضار صوت نباح ... ثم هجمت على أشرف ... على سمانة ساقه تحديدا وأعملت فيها ضروسي متصنعا الوحشية ... لم أكن احتاج للتصنع فعلا ... ان الخوف قد جعل وحشا ينمو تحت الجلد ببطء ليخرج عندما تفقد قشرة مخك السيطرة على أفعالك .. الكلاب لاتعض الكلاب .. أعتقد هذا ... أفضل أن يروني كلبا اّخر والا فلا نجاة اليوم .. أشرف يحاول التملص مذعورا دون فهم ... بينما الكلاب جمدت لحظة قبل أن تأخذ قرارها , وهجمت على أشرف لتمزقه في لحظات ... الكارت لايزال في يدي ... بالتأكيد هو فيلم مجسم اّخر .... اندمجت وسطهم كزميل مسعور بانتظار فرصة سانحة للهرب .... يبدو أن مكمني وسط الكلاب صار أكثر أمانا من البيت
كانت خدمة الطواريء أونطة كبيرة ... صوت الخنفرة والنباح في التليفون أعلماني عن عمر طويل من الخدع والفواتير الوهمية التي دفعناها عن يد ونحن صاغرون ... يسقط التليفون الخائن ... لاصوت يعلو فوق صوت الخنفرة
يبدو أن وقتا طويلا سيمر قبل أن أتركهم ... يبدو أن النجاة ممكنة بدون التليفون ... ويبدو أن مصدر الرزق لم يعد مثارا للقلق , فلم يعد لحم البشر بهذا السوء
__________________________
يقولون أن اللعنة انتهت تدريجيا كما بدأت ... يقولون أن الكلاب ظلت تتناقص حتى اختفت .... وان لم تختف خدمة الطواريء من الفاتورة بعد ... لكننا بدأنا نعود للشارع ولحياتنا الطبيعية متناسين التليفونات التي احتكرت بقاءنا
يقولون أن التجارب العميقة تغير الناس ... أحيانا تكسبهم عادات غريبة ... , بل وربما أجساما غريبة ..أنا شخصيا صرت أكره الجلوس ... وأصبحت أعجز عن النوم على ظهري ... يضايقني الذيل كثيرا لأنه منتصب باستمرار ... لابد من تثبيته بحزام حول الخصر وارتداء بنطلون أو جلباب فضفاض يخفي تلك العورة الجديدة ... احتفظ بسرك لنفسك .. وحاول أن تحافظ على انتصاب قامتك
لن تندهش اذا رأيتني بجلباب , فالكل في مدينتنا صاروا يرتدون الجلابيب
__________________________
السيد الأستاذ المسئول... صاحب الجلافة... تحية مزعجة وبعد
الكلاب تأكل بعضها .. ان لم تجد ماتأكله
محسوبك .. درويش
;